افتتاح السينودس المقدس للكنيسة السريانية الانطاكية-2019
البيان الختامي للسينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي بمناسبة افتتاح أعمال السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
في تمام الساعة السابعة والنصف من صباح يوم الإثنين 17 حزيران 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي الإفتتاحي للسينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وذلك في كنيسة دير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا.
في تمام الساعة السابعة والنصف من صباح يوم الإثنين 17 حزيران 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي الإفتتاحي للسينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وذلك في كنيسة دير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا.
شارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة آباء السينودس المقدس، وهم:
مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار فلابيانوس يوسف ملكي، مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق، مار اقليميس يوسف حنّوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدّسة والأردن، مار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكوردستان، مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، مار تيموثاوس حكمت بيلوني الأكسرخوس الرسولي في فنزويلا، مار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، مار متياس شارل مراد أسقف الدائرة البطريركية، ومار نثنائيل نزار سمعان الأسقف المساعد مع حقّ الخلافة لأبرشية الموصل وكركوك وكوردستان. وشارك مع آباء السينودس، وبدعوة خاصة من غبطته، الخوراسقف جورج مصري المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي.
كما شارك أيضاً في القداس، الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة الإكليريكيون والرهبان الأفراميون والراهبات الأفراميات.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم وعلّموهم أن يحفظوا كلّ ما أوصيتكم به”، رحّب غبطته بأصحاب السيادة الأساقفة الذين لبّوا دعوة غبطته للمشاركة في السينودس، واضعاً “اجتماعاتنا تحت أنوار الروح القدس في زمن العنصرة، وتحت أنظار أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة، طالبين من الرب أن يبارك اجتماعنا ويهدينا لنقوم بالخدمة الموكلة إلينا بروح الراعي الصالح وبوحدة الروح، فيأتي بالثمار التي تنفع كنيستنا وأبناءها وبناتها في بلادنا الأمّ في الشرق وفي عالم الإنتشار”.
ونوّه غبطته إلى أنّ “إنّ رسالتنا الأسقفية هي عينها رسالة المسيح بالذات، سلّمنا إيّاها بسلطانه الإلهي: “أعطيتُ كلّ سلطانٍ في السماء والأرض، اذهبوا إلى العالم كله”. فنقوم بخدمتنا كما يليق بالوكلاء الأمناء بحسب قلب الرب يسوع ومشيئته القدوسة”، مشيراً إلى أنّ الرب يسوع سلّمنا “وديعة الكرازة بالإنجيل كي نبلغ بجميع مؤمنينا إلى كمال معرفة الحق، ونوزّع عليهم الأسرار، فيتقدسوا بنعمها. وهكذا نبني جماعة المؤمنين على ركيزتي الحقيقة والمحبّة”.
وذكّر غبطته الآباءَ بضرورة “التخلّق بأخلاق المسيح، كي نتمّ عملنا في حقل الرب بما يقتضيه من مصداقية ومسؤولية، فنحافظ على الوحدة فيما بيننا، بروح السلام والتواضع والوداعة”، بقوّة المسيح الذي “سلّم رسله مهمّة الكرازة، مشدّداً على “التعاضد والتعاون من أحبّائنا أعضاء الإكليروس بمختلف درجاتهم، من خوارنة وكهنة وشمامسة ورهبان وراهبات ومؤمنين”، ومعلناً عن استهلال السينودس برياضة روحية.
وأكّد غبطته على أنّ “جوهر رسالتنا هو أن نحمل المسيح إلى أبنائنا وبناتنا، سيّما أنهم بأمسّ الحاجة لأن يتعزّوا ثابتين في حضور الرب يسوع في وسطهم، في ظلّ ما يتعرّض له شرقنا من آلام وعذابات وحروب ونزاعات تفتك بالبشر قبل الحجر، وتجعل أبناءنا يتشتّتون في كلّ مكان شرقاً وغرباً”، رافعاً الصلاة “من أجلهم في هذه الذبيحة الإلهية، كي يحافظوا على إيمانهم راسخاً رغم كلّ التحدّيات”.
وختم غبطته موعظته ضارعاً “إلى الروح القدس المعزّي ليسكب علينا مواهبه، فيتكلّل سينودسنا بالنجاح، ببركة الرب وحماية أمّه مريم العذراء سيّدة النجاة”.
وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة الرسولية إلى الكنيسة السريانية في العالم، أساقفةً وإكليروساً ومؤمنين، وعهد باجتماع السينودس المقدس “إلى هدي أنوار الروح القدس وشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة.
المصادر/ موقع البطريركية
النص الكامل لموعظة غبطة أبينا البطريرك في قداس افتتاح السينودس المقدس
يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل للكلمة الإفتتاحية التي ألقاها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، خلال الجلسة الإفتتاحية لأعمال السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وذلك صباح يوم الإثنين 17 حزيران 2019، في قاعة السينودس بالمقرّ الصيفي للكرسي البطريركي، في دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا: إخوتي الأجلاء، آباء سينودس كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام، حضرات الخوارنة والآباء الكهنة الأفاضل: ܚܽܘܒܳܐ ܘܰܫܠܳܡܳܐ ܒܡܳܪܰܢ ܝܶܫܽܘܥ ܡܫܺܝܚܳܐ،ܕܒܰܫܡܶܗ ܡܶܬܟܰܢܫܺܝܢܰܢ ܐܰܟ̣ܚܰܕ ܒܗܳܕܶܐ ܣܽܘܢܳܗ̱ܕܽܘܣ ܩܰܕܺܝܫܬܳܐ يطيب لي أن أحييكم شاكراً حضوركم وتلبيتكم دعوتنا للمشاركة في اجتماعات السينودس السنوي العادي لكنيستنا السريانية الأنطاكية، وهو المجمع السنوي الحادي عشر الذي نعقده معاً منذ تسلّمنا الخدمة البطريركية، وبعد انقضاء عشر سنوات كاملة ونحن الآن في السنة الحادية عشرة من خدمتنا التي لمسنا خلالها منكم روح التعاون والمحبّة والأخوّة، ممّا ساهم بتحقيق الكثير من الأعمال والإنجازات، رغم صعوبة الظروف التي ألمّت ولا تزال تعصف بكنيستنا وبشرقنا. نرحّب بشكل خاص بسيادة أخينا الجليل مار نثنائيل نزار سمعان الأسقف المساعد مع حقّ الخلافة لأبرشية الموصل وكركوك وكوردستان، والذي يحضر معنا هذا السينودس للمرّة الأولى بعد أن انتخبناه في المجمع المنصرم، وقمنا بسيامته الأسقفية في السابع من حزيران الجاري في كنيسة الطاهرة الكبرى في قره قوش العزيزة في العراق. إنّنا نهنّئه وندعو له برسالة مثمرة تتكلّل بالنجاح في الخدمة الأسقفية على مثال الرب يسوع “الراعي الصالح”، وبروح المشاركة الحقّة والتناغم مع راعي الأبرشية سيادة أخينا الحبر الجليل مار يوحنّا بطرس موشي الجزيل الإحترام. وباسمكم جميعاً نرحّب بقدس الأب العام لجمعية المرسَلين اللبنانيين الموارنة مالك أبو طانوس، الذي تلطّف مشكوراً ولبّى دعوتنا ليلقي علينا مواعظ الرياضة الروحية التي بها نستهلّ أعمال سينودسنا، متأمّلين بمزايا الأسقف وصفاته وخدمته، على ضوء كلمات ومواقف لمار بطرس هامة الرسل، داعين له ولجمعيته بدوام النجاح وفيض النعم والبركات. نلتقي أيّها الأخوة الأعزاء في هذا السينودس، تجمعنا روح الشراكة الأسقفية وفق مقتضيات الدعوة التي إليها دعانا الرب كي نكون وكلاء له ومؤتمَنين على رعاية المؤمنين اللائذين بأرشياتنا ورعايانا وإرسالياتنا، مجتهدين في الحفاظ على روح الوحدة والمحبّة والإحترام المتبادل، وإن تعدّدت الآراء وتشعّبت واختلفت. فنعالج المواضيع بمصداقية وأمانة، بروح النزاهة والتجرّد، محكّمين ضميرنا الرعوي وحسّنا الكنسي، وواضعين نصب أعيننا خير الكنيسة ومنفعة أبنائها وبناتها، مستذكرين أنّ الشرع الكنسي يوجّهنا إلى أن نولي خلاص النفوس الأهمّية القصوى، وهو الخير الأسمى الذي إليه تصبو خدمتنا. وها هو رسول الأمم مار بولس يوصينا أن نحيا “مجتهدين في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام” (أف4: 3)، فهو يدعونا للعمل بكدّ ومثابرة كاملة، ساعين لأن نكون روحاً واحداً وقلباً واحداً، تجمعنا المحبّة المتسلّحة بالحقيقة والمستنيرة بإلهامات الروح الذي يعمل فينا كلّ حين ويهدينا سواء السبيل لخدمة الكنيسة، ولنشر السلام من حولنا، بين بعضنا البعض في سينودس الأساقفة، ومع إخوتنا الخوارنة والكهنة ومع جماعة المؤمنين. وفي كلّ ذلك نعمل بكما يليق بالرعاة الصالحين الذين أودعهم الرب مهمّة التقديس والتدبير والتعليم، كي يعطوا المؤمنين الطعام الروحي في حينه. في هذا المجمع، سنعالج مواضيع متعدّدة وضعناها على جدول الأعمال الموجود بين أيديكم، والذي سنستعرضه معاً بعد قليل، فنقرّه ونضيف إليه ما يتمّ اقتراحه. وأبرز هذه المواضيع:
إخوتي الأحباء: لا تغيب عن اجتماعنا اليوم شؤون أبنائنا وشجونهم في بلدان الشرق المعذَّب والذي يئنّ تحت وطأة حروبٍ واضطهاداتٍ وأعمال عنفٍ وإرهابٍ وتهجيرٍ وقتلٍ وتدميرٍ، اقتلعت الكثيرين منهم من أرض الآباء والأجداد، فهاموا على وجوههم تحت كلّ سماء، مع ما يستتبع ذلك من تهديد لوجود كنيستنا في أرض نشأتها في الشرق، وما تقتضيه ضرورات الخدمة الراعوية التي تستوجب تأمين الكهنة للإعتناء بالمؤمنين كي يحافظوا على إيمانهم وتقاليد كنيستهم. جميعنا يدرك عمق المعاناة التي يكابدها أبناء كنيستنا في سوريا، حيث الحرب التي حاولت أن تهدم ركائز الوطن وبُناه الأساسية، إلا أنّ وحدة أبنائه وتكاتفهم حمى الوطن من شرّ المتربّصين به. ولا يمكننا أن نغفل معاناة أبنائنا في العراق الذين قاسوا محنة النزوح والتهجير القسري من أرضهم في الموصل وسهل نينوى، ولكنّنا نشكر الله الذي فرّج عنهم باستعادتهم أرضهم وبيوتهم. ونحن نصلّي كي يتعاضد جميع مكوّنات الوطن فيسهموا في إرساء دعائم أمنه واستقراره، مشدّدين على أنّ المسيحيين مكوّن أصيل ومؤسِّس فيه، بل هم سكّانه الأصليون. ويطيب لي أن أجدّد التهنئة والثناء على جهود إخوتي من الرعاة الروحيين في سوريا والعراق الذين ثبتوا راسخين مع أبنائهم وبناتهم في خضمّ المحنة والحرب والمعاناة، داعياً لهم بالصحّة والعافية وبركة الرب كي تتكلّل خدمتهم بالنجاح الدائم. ولا يسعنا إلا أن نرفع الصلاة من أجل إحلال السلام والأمان في جميع أرجاء الشرق، من سوريا والعراق والأراضي المقدسة ومصر والأردن وتركيا، ونترحّم على أرواح الشهداء، ونصلّي من شفاء الجرحى، وعودة كلّ أسير ومخطوف. أمّا لبنان، وطننا الحبيب، فلا بدّ لنا من الإشادة بالجهود التي تبذلها الحكومة في إصلاح الإقتصاد ومكافحة الفساد، إلا أننا ندعو جميع المسؤولين إلى تحمّل مسؤولياتهم وتأمين العيش الكريم لجميع المواطنين، والقيام بمهامهم بالنزاهة والشفافية والضمير الحيّ، مقلّلين من الكلام المعسول ومكثرين من العمل الجادّ لما فيه خير الوطن وازدهاره. ولا يفوتنا أن ننوّه إلى ما تعانيه مدارسنا الخاصة متمنّين على المسؤولين أن يولوا القطاع التربوي العناية اللازمة في ظلّ ما يعيشه المواطنون من غلاء المعيشة. أضف إلى ذلك استفحال مشاكل القروض الإسكانية التي توقّفت مؤخّراً، وبات مستقبل الآلاف من الشباب اللبناني في بناء عائلات جديدة مهدَّداً بشكل جدّي، وهذا ما سيؤدّي، ما لم تجد الدولة الحلول الناجعة والسريعة، إلى ازدياد حالات الهجرة للطاقات الشبابية في وطننا، الأمر الذي سيحوّل لبنان دولةً عجوز في هرمها السكّاني. ونعود لنجدّد كما في كلّ مناسبة مطالبة المسؤولين بتحقيق التمثيل العادل والمنصف للسريان في لبنان في المجلس النيابي والحكومة ووظائف الفئة الأولى والأسلاك القضائية والأمنية والعسكرية. فالسريان قدّموا ولا يزالون يقدّمون الغالي والنفيس في خدمة لبنان، وهم ينتظرون من الدولة أن تعطيهم حقّهم في المشاركة في خدمة الوطن. وإلى أبنائنا وبناتنا في بلاد الإنتشار، في أوروبا وأميركا وأستراليا، نؤكّد أنهم في قلوبنا وفي فكرنا دائماً، ونحن نسعى جاهدين لتأمين الخدمة الروحية والراعوية لهم، ونوصيهم بالمحافظة على وديعة الإيمان بالرب يسوع وأمانة التراث والتقليد السرياني الأصيل الذي ورثوه عن آبائهم وأجدادهم في بلاد نشأتهم في الشرق، كي يربّوا أولادهم على نفس الأسس لما فيه خيرهم ومستقبلهم الباهر. واسمحوا لي أن أستعرض في جولة سريعة أهمّ الأحداث التي عرفتها بطريركيتنا السريانية منذ ختام مجمعنا في السنة الماضية:
إخوتي الأجلاء، أدعوكم كي نعمل معاً بقلب واحد وروح واحد في هذا السينودس المقدس، فنفتح قلوبنا لإلهامات الروح كي يقود أعمالنا، مستمدّين منه قوّتنا، فهو منبع رجائنا وتعزيتنا ومصدر وحدتنا. إليه نضرع كي يجدّد فينا صورة معلّمنا الإلهي “الراعي الصالح”، فينعش خدمتنا الأسقفية للنفوس الموكلة إلينا، بالإلتزام الصادق، وبالأمانة التي لا تتردّد، وبالمحبّة التي لا تميّز. ونحن نثق بوعد الرب لكنيسته أنه “في وسطها فلن تتزعزع، وهو باقٍ معها كلّ الأيّام حتّى انقضاء الدهر”. وإلى الثالوث الأقدس، الإله الواحد، السرّ الإلهي غير المُدرَك، نودع أنفسنا وأعمال سينودسنا، تحت حماية أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة، سائلين بركته علينا وعلى كنيستنا وأبنائها وبناتها في كلّ مكان، بشفاعة قديسينا وشهدائنا. «ܛܰܝܒܽܘܬܶܗ ܕܰܐܒܳܐ،ܘܰܚܢܳܢܶܗ ܕܰܒܪܳܐ،ܘܪܽܘܚܳܦܶܗ ܕܪܽܘܚܳܐ،ܐܪܳܙܳܐ ܬܠܺܝܬܳܝܳܐ،ܢܕܰܝܰܪ ܒܰܝܢܳܬܰܢ ܥܕܰܡܳܐ ܠܫܽܘܠܳܡܳܐ» فلتملك بيننا حتى الإنتهاء، نعمة الآب وحنان الابن ورفرفة الروح، السرّ الثالوثي، آمين”.
|
غبطة أبينا البطريرك يفتتح جلسات السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الإثنين 17 حزيران 2019، افتتح غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، أعمال السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وذلك في قاعة السينودس بالمقرّ الصيفي للكرسي البطريركي، في دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا. شارك في الجلسة الإفتتاحية أصحاب السيادة المطارنة آباء السينودس المقدس، وهم: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار فلابيانوس يوسف ملكي، مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق، مار اقليميس يوسف حنّوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدّسة والأردن، مار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكوردستان، مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، مار تيموثاوس حكمت بيلوني الأكسرخوس الرسولي في فنزويلا، مار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، مار متياس شارل مراد أسقف الدائرة البطريركية، ومار نثنائيل نزار سمعان الأسقف المساعد مع حقّ الخلافة لأبرشية الموصل وكركوك وكوردستان. وشارك مع آباء السينودس، بدعوة خاصة من غبطته، الخوراسقف جورج مصري المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي. افتتح غبطة أبينا البطريرك اجتماعات السينودس بالصلاة والإبتهال إلى الروح القدس كي يهدي الآباء لما فيه خير الكنيسة والمؤمنين. ثمّ ألقى غبطته الكلمة الإفتتاحية الرسمية للسينودس، شكر فيها الآباء الأساقفة لتلبيتهم الدعوة للمشاركة في هذا السينودسالسنوي الحادي عشر منذ تولّي غبطته الخدمة البطريركية، مرحّباً خاصةً بسيادة المطران المرتسم الجديد مار نثنائيل نزار سمعان الذي يحضر السينودس لأوّل مرّة بعد رسامته الأسقفية، وبالأب العام لجمعية المرسَلين اللبنانيين الموارنة الأب مالك أبو طانوس الذي سيلقي مواعظ الرياضة الروحية لآباء السينوس. وذكّر غبطته الآباء بأهمّية العمل “بروح الشراكة الأسقفية التي تجمعنا وفق مقتضيات الدعوة التي إليها دعانا الرب كي نكون وكلاء له ومؤتمَنين على رعاية المؤمنين اللائذين بأرشياتنا ورعايانا وإرسالياتنا، مجتهدين في الحفاظ على روح الوحدة والمحبّة والإحترام المتبادل، وإن تعدّدت الآراء وتشعّبت واختلفت. فنعالج المواضيع بمصداقية وأمانة، بروح النزاهة والتجرّد، محكّمين ضميرنا الرعوي وحسّنا الكنسي، وواضعين نصب أعيننا خير الكنيسة ومنفعة أبنائها وبناتها، مستذكرين أنّ الشرع الكنسي يوجّهنا إلى أن نولي خلاص النفوس الأهمّية القصوى، وهو الخير الأسمى الذي إليه تصبو خدمتنا”. ونوّه غبطته إلى وصية مار بولس بأن يحيا المؤمنون “مجتهدين في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام” (أف4: 3)، “فهو يدعونا للعمل بكدّ ومثابرة كاملة، ساعين لأن نكون روحاً واحداً وقلباً واحداً، تجمعنا المحبّة المتسلّحة بالحقيقة والمستنيرة بإلهامات الروح الذي يعمل فينا كلّ حين ويهدينا سواء السبيل لخدمة الكنيسة، ولنشر السلام من حولنا، بين بعضنا البعض في سينودس الأساقفة، ومع إخوتنا الخوارنة والكهنة ومع جماعة المؤمنين. وفي كلّ ذلك نعمل بكما يليق بالرعاة الصالحين الذين أودعهم الرب مهمّة التقديس والتدبير والتعليم، كي يعطوا المؤمنين الطعام الروحي في حينه”. وعرض غبطته أمام الأساقفة الحاضرين المواضيع التي ستتمّ مناقشتها في السينودس، وأهمّها: أوضاع الأبرشيات في الشرق وبلاد الإنتشار، وأحوال النازحين والمهجَّرين والوافدين الجدد إلى بلاد الغرب، والخدمة الكهنوتية في كنائس الإنتشار: الإنجازات، الصعوبات، التحدّيات، وآفاق المستقبل، وشؤون الكهنة والتنشئة الإكليريكية والرسامات الكهنوتية، والتحضيرات للمؤتمر الثالث لكهنة كنيستنا السريانية، والإنتهاء من إقرار الشرع الخاص لكنيستنا السريانية الكاثوليكية تمهيداً للعمل به، وآخر مستجدّات الإصلاح الليتورجي المتعلّقة بذبيحة القداس الإلهية، واحتفالات كنيستنا بمناسبة اليوبيل المئوي لإعلان ملفنة مار أفرام في الكنيسة الجامعة، وشؤون الشبيبة والتحضيرات لعقد لقاء شباب سوريا السريان الكاثوليك، والبدء بإعداد اللقاء العالمي القادم للشباب السرياني الكاثوليكي في العام 2021، فضلاً عن الإعداد للقاءات الشبيبة في كلّ بلد، واتّخاذ التدابير الإدارية والإجراءات اللازمة بحسب حاجات الخدمة الروحية والرعوية. وتحدّث غبطته عن “شؤون أبنائنا وشجونهم في بلدان الشرق المعذَّب والذي يئنّ تحت وطأة حروبٍ واضطهاداتٍ وأعمال عنفٍ وإرهابٍ وتهجيرٍ وقتلٍ وتدميرٍ، اقتلعت الكثيرين منهم من أرض الآباء والأجداد، فهاموا على وجوههم تحت كلّ سماء، مع ما يستتبع ذلك من تهديد لوجود كنيستنا في أرض نشأتها في الشرق، وما تقتضيه ضرورات الخدمة الراعوية التي تستوجب تأمين الكهنة للإعتناء بالمؤمنين كي يحافظوا على إيمانهم وتقاليد كنيستهم”. وتكلّم غبطته عن “عمق المعاناة التي يكابدها أبناء كنيستنا في سوريا، حيث الحرب التي حاولت أن تهدم ركائز الوطن وبُناه الأساسية، إلا أنّ وحدة أبنائه وتكاتفهم حمى الوطن من شرّ المتربّصين به”، وكذلك “معاناة أبنائنا في العراق الذين قاسوا محنة النزوح والتهجير القسري من أرضهم في الموصل وسهل نينوى، ولكنّنا نشكر الله الذي فرّج عنهم باستعادتهم أرضهم وبيوتهم. ونحن نصلّي كي يتعاضد جميع مكوّنات الوطن فيسهموا في إرساء دعائم أمنه واستقراره، مشدّدين على أنّ المسيحيين مكوّن أصيل ومؤسِّس فيه، بل هم سكّانه الأصليون”. وجدّد غبطته “التهنئة والثناء على جهود إخوتي من الرعاة الروحي |
في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 18 حزيران 2019، زار غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، أخاه صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وذلك في مقرّ الكرسي البطريركي الماروني في بكركي – لبنان. رافق غبطةَ أبينا البطريرك أصحابُ السيادة الأساقفة آباء السينودس المقدس لكنيستنا السريانية الكاثوليكية، على هامش اجتماعات السينودس السنوي العادي الذي يعقدونه في المقرّ الصيفي للكرسي البطريركي، في دير سيّدة النجاة – الشرفة. خلال اللقاء، جدّد غبطة أبينا البطريرك تقديم التعازي للبطريرك الراعي وللكنيسة السريانية المارونية الشقيقة بوفاة المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، باسم كنيستنا السريانية الكاثوليكية، سينودساً وإكليروساً ومؤمنين، سائلاً الله أن يتغمّده بمراحمه ويمنحه ميراث ملكوت السماء صحبة الرعاة الصالحين والوكلاء الأمناء، وأن يعزّي الكنيسة المارونية الشقيقة بفقده، ويعوّض عليها برعاة صالحين بحسب قلبه القدوس. وكان غبطة أبينا البطريرك قد قدّم التعازي وشارك شخصياً في رتبة جنّاز ودفن البطريرك صفير في بكركي في أيّار المنصرم. كما استعرض صاحبا الغبطة وأصحاب السيادة الأوضاع العامّة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط والحضور المسيحي فيها. وهنّأ غبطة أبينا البطريرك أخاه البطريرك الراعي وآباء سينودس الكنيسة المارونية بنجاح أعمال السينودس الماروني في الأسبوع الماضي وبانتخاب أساقفة جدد، متمنّياً لهم خدمة صالحة ومباركة. وبدوره تمنّى غبطة البطريرك الراعي لغبطة أبينا البطريرك ولآباء السينودس السرياني سينودساً مثمراً يتكلّل بالنجاح لما فيه خير الكنيسة والمؤمنين. أمّا أصحابُ السيادة الأساقفة الذين رافقوا غبطةَ أبينا البطريرك في هذه الزيارة فهم: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق، مار اقليميس يوسف حنّوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، مار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكوردستان، مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، مار تيموثاوس حكمت بيلوني الأكسرخوس الرسولي في فنزويلا، مار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، مار متياس شارل مراد أسقف الدائرة البطريركية، ومار نثنائيل نزار سمعان الأسقف المساعد مع حقّ الخلافة لأبرشية الموصل وكركوك وكوردستان، والخوراسقف جورج مصري المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش. كما حضر أصحاب السيادة المطارنة الموارنة: بولس صيّاح، طانيوس الخوري، الياس نصّار، غريغوري منصور، عبدالله زيدان، ويوحنّا رفيق الورشا، والأب شربل عبيد. يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل للبيان الختامي للسينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، الذي عُقد في الكرسي البطريركي في دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان، من 17 حتّى 22 حزيران 2019: البيان الختامي للسينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية الكرسي البطريركي في دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان 17-22/6/2019 مقدّمة عُقد السينودس السنوي العام لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، في الفترة الممتدّة من 17 حتى 22 حزيران 2019، في الكرسي البطريركي في دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان، وذلك برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، وبمشاركة آباء السينودس الأساقفة القادمين من الأبرشيات والأكسرخوسيات والنيابات البطريركية والرسولية في لبنان وسوريا والعراق والقدس والأردن ومصر والولايات المتّحدة الأميركية وفنزويلا وأستراليا والوكيل البطريركي في روما. استهلّ الآباء اجتماع السينودس برياضة روحية، يومي 17 و 18 حزيران، ألقى مواعظها الأب مالك أبو طانوس الرئيس العام لجمعية المرسَلين اللبنانيين الموارنة، متأمّلاً بمزايا الأسقف وصفاته وخدمته. وتضمّن جدول أعمال السينودس الشؤون الكنسية والروحية والراعوية والإجتماعية والوطنية التالية: أولاً: الشؤون الراعوية
أشاد الآباء بالجهود التي بذلتها الحكومة اللبنانية بإقرارها مشروع الموازنة وإحالته إلى المجلس النيابي لإقراره، متمنّين أن يصار إلى اتّخاذ الخطوات والقرارات الجريئة التي تخفّف من الأعباء على المواطنين اللبنانيين، وتساهم بمكافحة الفساد والتهرّب الضريبي والتوظيف العشوائي الذي تشكو منه معظم الإدارات. وفي هذا الإطار، يكرّر الآباء نداءهم إلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة وكلّ المعنيين لإيجاد الحلّ السريع والفوري لمشكلة الإسكان وما سبّبته من تهجير جديد للشباب اللبناني، فضلاً عن الركود الإقتصادي، مع ما يستتبع ذلك من مخاطر جمّة على مستقبل الوطن والدولة. وجدّد الآباء مطالبة المسؤولين بتحقيق التمثيل العادل والمُنصف للسريان في لبنان في مختلف الإدارات والمؤسّسات، وطالبوا أن يصار إلى اختيار أحد أبنائهم أو بناتهم لعضوية المجلس الدستوري المزمَع تشكيله، وذلك مساهمةً في خدمة الوطن مع شركائهم من مختلف المكوّنات.
قدّم الآباء تقاريرهم عن حياة ونشاطات الأبرشيات والنيابات البطريركية في بلدان الشرق، ولم يغب عنهم استعراض واقع الحال ومعاناة أبنائهم في ظلّ الحروب العبثية التي لا تنتهي، والإضطهادات وأعمال العنف والإرهاب والتهجير والقتل والتدمير، واقتلاع عدد كبير من رعاياهم من أرض الآباء والأجداد، لا سيّما في سوريا والعراق، وتشتُّتهم في أرجاء الدنيا. ولكنّهم تفاءلوا أيضاً شاكرين الله لعودة العديد من المهجَّرين إلى قراهم في هذين البلدين. وشدّد الآباء على الوحدة والتضامن وإعادة اللحمة والإحترام المتبادل بين أبناء كلٍّ من سوريا والعراق، مؤكّدين على ضرورة تعاضُد جميع المكوّنات لإرساء دعائم المواطنة المتكافئة، فالمسيحيون مكوِّن أصيل ومؤسِّس في هذين البلدين. ودعوا إلى تجاوُز المحنة والتكاتف بين جميع المواطنين لبناء السلام والرجاء والوحدة. وأثنى آباء السينودس على جهود الحكومة في مصر لتعزيز الوحدة الوطنية والإستقرار الإجتماعي، وأبدوا ارتياحهم البالغ لخطاب الإعتدال الذي ينتهجه الرئيس. كما شدّدوا على حقّ الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وإقامة دولتهم على أرضهم، مؤكّدين أنّ القدس مدينة مقدّسة لأتباع الديانات الثلاث. ورحّبوا بالمساعي المبذولة للإستحصال على الإعتراف الرسمي بكنيستنا السريانية في الأردن. كما ثمّنوا تعلُّق أبنائهم في تركيا بكنيستهم، وسعيهم للمحافظة على ممتلكاتها أو استعادتها في أرض آبائهم وأجدادهم. وجدّد الآباء مطالبتهم بإيقاف الحروب وحلّ النزاعات بالحوار والطرق السلمية، وإحلال السلام العادل والشامل والدائم، وعودة جميع النازحين والمهجَّرين واللاجئين والمخطوفين إلى أرضهم وأوطانهم.
درس الآباء واقع الخدمة الراعوية لأبناء الكنيسة السريانية في بلاد الإنتشار، في أوروبا، والأميركيتين، وأستراليا. وأولوا اهتماماً خاصاً بتأمين خدمتهم الروحية والراعوية بإرسال كهنة كفوئين وغيورين من الأبرشيات الأمّ لمواكبتهم في بلاد المهجر، بالرغم من التحدّيات التي تسبّبها محنة الهجرة إلى بلاد الإغتراب والتأقلم المؤلم. وتوجّه الآباء بمحبّتهم وثقتهم إلى أبنائهم المغتربين وأهابوا بهم المحافظة على وديعة الإيمان والأمانة لكنيستهم وتراثهم السرياني ولأوطانهم الأصلية. كما حثّوهم على تقديم المساعدة والعون لأهلهم وأبرشياتهم الأمّ في الشرق على قدر طاقتهم، تعبيراً عن تضامنهم وتعلّقهم بأرضهم. ثانياً: الشأن الكنسي
ناقش الآباء التقارير المقدَّمة عن الرهبانية الأفرامية بفرعيها الرجالي والنسائي، وعن إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية في دير الشرفة، وتناولوا سبل رفدها بالدعوات وتنشئتها التنشئة اللازمة، إنسانياً وروحياً وراعوياً وثقافياً، كون هذه المؤسّسات بمثابة القلب النابض لكنيستنا. وأثنى الآباء على مشاريع غبطة البطريرك المقبلة، ومنها إقامة لقاء الشبيبة السريانية في سوريا في مطلع تمّوز المقبل، والتحضير للقاء العالمي الثاني للشبيبة السريانية في عام 2021. كما أوصى الآباء أن تُعقَد مثل هذه اللقاءات في أبرشيات وبلدان أخرى. واطّلع الآباء على الإستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الرابع لكهنة كنيستنا، وذلك في لبنان، من 20 حتى 24 نيسان 2020.
اطّلع الآباء على آخر مستجدّات الإصلاح الليتورجي المتعلّق بذبيحة القداس الإلهية، على أن يصدر كتاب القداس في صيغته الجديدة في الأشهر القادمة.
راجع الآباء مشروع قوانين الشرع الخاص بالكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، الذي قدّمته اللجنة القانونية، وأوصوا اللجنة بطباعته كي يُصار إلى الموافقة عليه واعتماده.
قرّر الآباء إحياء ذكرى اليوبيل المئوي لإعلان مار أفرام السرياني ملفاناً للكنيسة الجامعة، وقد تمّ ذلك على يد البابا بنديكتوس الخامس عشر عام 1920، وبمساعي البطريرك أفرام الثاني رحماني. وستقام الإحتفالات في غضون عام 2020 وفق برنامج يُعلن لاحقاً. ثالثاً: التدابير الإدارية والراعوية
خاتمة في ختام السينودس، شكر الآباءُ الربَّ الذي جمعهم باسمه وأنارهم بإلهامات روحه القدّوس، وكلّل أعمالهم بالنجاح لخير الكنيسة والمؤمنين. وتوجّهوا إليه تعالى كي يحفظ أبناءهم وبناتهم المنتشرين في كلّ مكان شرقاً وغرباً، داعين إيّاهم إلى التمسّك بالإيمان الراسخ والرجاء الوطيد والمحبّة الباذلة، فيكونوا شهوداً لفرح الإنجيل حيثما حلّوا، واثقين بأنّ الرب وعد كنيسته أنه “في وسطها فلن تتزعزع” (مزمور 46: 5)، وهو باقٍ معها “كلّ الأيّام حتى انقضاء الدهر” (متّى 28: 20). |