كلمة الزيارة الراعوية الاولى بعشيقة2000

الطيور من زجاجكلمة الزيارة الراعوية الأولى في كنيسة بعشيقة

كلمة في أول زيارة راعوية لكنيسة بعشيقة يوم الجمعة 21/1/2000

السادة الأصدقاء شيوخ ورؤساء الطائفة اليزيدية / الأحباء أباء وشمامسة وشعب

الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة / الأب رزق الله السمعاني وأبنائنا الأعزاء في كنيسة مريم العذراء.

شكرا لكم جميعا من صميم القلب على هذا الاستقبال الرائع الذي أعادني من جديد إلى أجواء استقبال غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس موسى الأول داؤد في الربيع الفائت.

يا طالما زرت بعشيقة وكنيستها منذ عهد دراستي الكهنوتية وكررت الزيارات

لأصدقائي فيها ولكنائسها.. واني لأذكر بارتياح صيفية قضيتها هنا في بعشيقة مع طلبة الميتم في أواسط الخمسينات وكان معي المرحوم الأب نعمان اوريدة وكنا لا نزال طلبة في المعهد الكهنوتي. ومثلنا مسرحيات في فناء هذه الكنيسة بالذات. ولنا من ذلك الزمان أصدقاء أعزاء: منهم الشيخ حسين وسليمان.. ولكن هذه الزيارة تختلف عن سابقاتها حيث اعو داليها راعيا للأبرشية وأبا روحيا لشعبها السرياني. إذن بصلة كنسية خاصة تجعلني مسؤولا أمام الرب عن مسيرتها الروحية والدينية.. فأهلا وسهلا بكم يا أبناء بعشيقة: أبنائي وإخواني وأعزائي.

كنت امني النفس أن يقدمني إليكم في زيارتي الأولى هذه راعينا المثلث الرحمة

المطران قورلس عمانوئيل بني الذي كانت له معكم الأيادي البيض في رعايتكم الروحية ومؤخرا في بناء القاعة الرائعة التي جمعتنا معه بكم قبل أسابيع في افتتاحها الرسمي، وستجمعنا بعد قليل لتجديد الشكر على هذه الحفاوة. ولكن إرادة الرب شاءت غير ذلك فاستدعت عبده الأمين إلى المجد السماوي في ظرف حرج جدا قبل نصف ساعة من رسامتي الأسقفية..وكم كان هو نفسه يتوق أن يكون عرابي لخلافته. وبهذه المناسبة أود أن أوجه شكري إلى الإخوة شيوخ الطائفة اليزيدية لمشاركتهم الصلاة والمواساة بفقيدنا المطران بني واخص بالذكر الشيخ تحسين وفاروق الذين كانا على رأس المشيعين والمعزين.

ستبقى بعشيقة بلدة التعايش الأخوي والانسجام بين أربع جماعات تعبد الله بأربع

طرق تختلف تعابيرها، ولكنها تسير جنبا إلى جنب في ألفة واحترام نحو الرب الواحد. فاليزيدي والمسلم والسرياني الأرثوذكسي والكاثوليكي حجاج في طريق واحد نحو الله هنا. ويد واحدة للتعاون في خدمة الوطن والإنسان: ليبارك الرب هذه الأخوة وليقبل منكم هذه الرغبة في بناء السلام والجيرة الطيبة.. ولا تدعوا أحدا يندس بينكم بل شجعوا كل مبادرة تدعم التعاون والانسجام. ووجودكم هنا معا اليوم وبهذه المناسبة المباركة بركة أخرى من الله ورمز حي لوحدتكم: كم هو طيب ويدعو إلى السعادة أن تكون أفراح بعضكم أفراح الجميع.. تماما كما في أسرة واحدة تجتمع على السراء والضراء.. ويحمل أعضاؤها أفراح واكدار بعضهم البعض.

وليسمح لي في هذا الباب أن أشيد بالتحام الكنيستين السريانيتين في بعشيقة

وبحزاني. وإذا انفتحت كنيستنا بعشيقة على ساحة فواحدة فما ذلك إلا إشارة بليغة إلى إنهما يستنشقان الروح نفسه والتراث ذاته والتاريخ عينه. وكم يطيب لنا أن يكون كهنة الطائفتين يعملون كإخوة وشركاء في نشاطات مشتركة واحدة سواء أكان في الحياة الكنسية، أم الاجتماعية، أم الثقافية.هذا التعاون الأخوي القائم تقليد مبارك في كنيسة بعشيقة. وقد شيده آباء أفاضل تركوا أتعابهم وروحهم حية؛ اذكر منهم فقط الذين سبقونا إلى الأب ممن خدموا هذه الكنيسة: الأب بهنام السمعاني والأب كوركيس كدادي الذي لا زالت صورة ابتسامته الدائمة ودماثة طباعه وأمانته على الخدمة حتى النهاية ماثلة أمامنا. ولقد كان أستاذنا وصديقنا وزميلنا. رحمه الله. وهو الذي تابع خطوات خلفه وهيأه لخدمة هذه الجماعة المباركة الأب رزق الله. فأليه واليكم جميعا واليكن أيتها الأخوات الراهبات اللواتي تبنين على خطى أخوات دومنيكيات سابقات تعملن في رسالة العطاء والخدمة والمحبة في كنيسة بعشيقة وأسرها منذ سنوات طويلة اكرر شكري واعبر عن فرحي بان أكون معكم. نحتفل بالقداس الإلهي معا. شكرا للشمامسة خدمتم المذبح بعذوبة أصواتكم وتراتيلكم المنسقة ولكم أيها الإخوة المؤمنون صغارا وكبارا

وبركة الرب تشملكم جميعا.

 

التناول الأول في خورنة بعشيقة

أقام سيادة راعي الأبرشية المطران باسيليوس جرجس القس موسى القداس

الاحتفالي بمناسبة التناول الأول في خورنة مريم العذراء في بعشيقة صباح هذا اليوم، 15 آب 2006، عيد انتقال العذراء وهو عيد الكنيسة . وقد تقدم من القربانة الأولى 38 تلميذا، بينهم 11 فتاة. وقد اهتمت باعداهم طيلة هذا العام، ثم بصورة مكثفة منذ بداية الصيف، الراهبات الدومنيكيات مع فريق من الشباب والفتيات بإرشاد الأب رزق الله السمعاني كاهننا في خورنة بعشيقة.

بعشيقة تحتفل بافتتاح كنيستها

أعمال ترميم شاملة طيلة أشهر دؤوبة افتتحت كنيسة مريم العذراء للسريان الكاثوليك في بعشيقة برعاية راعي الأبرشية مار باسيليوس جرجس القس موسى، يحيط به أصحاب السيادة مار موسى الشماني رئيس أبرشية مار متى الجديد للسريان الأرثوذكس ومار لوقا شعيا مطران الأبرشية السابق ولفيف من كهنة الأبرشيتين السريانيتين الموصلية والمتاوية الشقيقتين. وقد حضر الاحتفال رهط من الشيوخ ورجال الدين اليزيدية والمسلمين ووجهاء البلدة والرسميين. وقد استضاف كاهن الرعية الأب رزق الله السمعاني ضيوف الخورنة في غداء المحبة في مزرعة الكنيسة حيث شيدت مقبرة جديدة للخورنة كما يتم فيها بناء مركز ثقافي جديد للتعليم المسيحي وللشبيبة. ويجدر بالإشارة إلى أن مشروعي ترميم الكنيسة والمركز الثقافي هما من تبرعات الأستاذ رابي سركيس أغاجان بارك الله بهمته.  ويتضمن المشروع شتل عدد من أشجار الزيتون والأشجار المثمرة المتنوعة في أرض مساحتها زهاء 12 دونما.

أما كنيسة مريم العذراء فيعود بناؤها إلى عام1922وقد تم تكريسها للعبادة سنة1932 .

اقيمت مراسيم التناول الاول صباح  اليوم 2 /8 / 2008 في كنيسة في بعشيقة تراس القداس سيادة راعي الابرشية مار باسيليوس جرحس القس موسى

  

المشاركة في تكريس كنيسة مار كوركيس في بحزاني في 11/11/2007

 

 

  

كلمة استقبال الراعي في كركوك2000

شمعدان معدنياستقبال الراعي في كركوك

كلمة قداس الزيارة الأولى إلى كركوك يوم الجمعة 28-1-2000

 

السادة الأساقفة الإجلاء / الآباء الكرام ومن كهنة كركوك وكهنة الأبرشية الذين رافقتموني في هذه الزيارة الأولى.

أيها الأحباء أبناء كنيسة كركوك

تشاء مشيئة الرب..

وتدور الأيام.. لأعود إليكم.. لا فقط صديقا.. أو واعظا في مناسبات ورياضيات.. بل راعيا للأبرشية..

ولكون الزيارة زيارة الراعي الأولى أعددتم هذا الاستقبال الرائع الذي إن دل على شيء، فإنما يدل على تعلقكم بكنيستكم واحترامكم لإبائكم الروحيين ورغبتكم  في أن تكون كنيستكم هي مرجعكم الأعلى.. المكان الذي تشعرون فيه بأنه بينكم ومكان التقائكم مع الرب.. حيث تشعر قلوبكم بالسلام والطمأنينة.

فألف شكر يا أعزائي على هذا الاستقبال الرائع وليبارك الرب كل جهودكم. شكرا لراعيكم العزيز الأب عماد وللجان الاستقبال والتنظيم. شكرا للشمامسة الذين تنادت أصواتهم للترحيب والترتيل فملا والكنيسة بصدى أصواتكم العذب. ولتكن كل احتفالاتكم بما يليق بالرب من تنظيم وتنسيق وحسن أداء وإيمان وتواضع.

إني أعود بالذاكرة إلى بضعة أشهر أيام كنا كلنا على موعد في هذه الكنيسة لاستقبال أبينا البطريرك وكانت الفرحة تجمعنا لنيل بركة أب الكنيسة وكنا في مهرجان وعيد. هذه الأجواء نعود إليها اليوم ونجتمع مرة أخرى في ضمة واحدة موحدة. وأعود  إلى أول مرة زرت كركوك في صيف سنة 1959 وقد كنت تلميذا في المعهد الكهنوتي،

في أيام المرحوم الأب يوسف تتر الذي بدا خدمة لرعية كركوك في الدار التي هي الآن لسكنى الكاهن، وكانت هي الكنيسة الأولى لسنوات طويلة، حتى تسنى له أن يدشن هذه الكنيسة الجديدة على اسم “العائلة المقدسة” على يدي أبينا المثلث الرحمة المطران قورلس عما نوئيل بني. وكنا كهنة الأبرشية كلنا حوله يوم تكريسها  وكم له من يد بيضاء في خدمتكم هنا أو كلكم استقبلتموه رحمه الله، في بيوتكم وسمعتم  إرشاداته وتحسستم محبته لكل واحد منكم ليعنا الرب كي نسير بإرشاداته ونتمثل بأمانته حتى النهاية. وكم تمنى وتمنيت أن يقدمني هو بنفسه إليكم اليوم. ولكن. ليكن اسم  الرب مباركا في كل شيء.

وإذ اذكر دماثة وطيبة الأب يوسف تتر وعذوبة كلمته وعشرته مع الجميع، اذكر بالمحبة والترحم أيضا صديقنا وأخانا واستاذنا الآخر الأب اسطيفان زكريا الذي عرفتموه هنا بسيطا، درويشا على حب عميق وسخاء للفقراء والبسطاء والمسنين. ثم أتاكم الأب عماد: كاهنا شابا غيورا وفي قلبه أفكار ومشاريع وتصورات كثيرة وجديدة مبتكرة دائما لتحريك التقابليات وروح الخدمة في الكنيسة.

وإذا كانت له خطوات  جديدة، فهي مفيدة وبناءة بقدر ما تلتقون حوله وتتحاورون بروح الإنجيل وخدمة الكنيسة بتواضع وتضامن وامتزاج خبراتكم، هو وانتم، معا للخدمة الأفضل، وتجاوز الاختلاف  في وجهات النظر أو سبل العمل  ، للاتفاق على الهدف والانفتاح الدائم لسماع الأخر وتقدير جهوده ووجهات نظره ونيته.

كنيستكم هي على اسم العائلة المقدسة. وأتمنى إن تكون منكم فعلا عائلة مقدسة، متحابة   يحترم أعضاؤها بعضهم البعض، عائلة نشطة وأمينة.

أعزائي. إن عددكم القليل لا يبرر أن تكون كنيستكم كنيسة الأعياد والمناسبات  فقط. فأنشطة التعليم المسيحي، الجوقة، الشمامسة، واللجان،وتواجد الشباب، والندوات،والمحاضرات..كلها  تصب في فكرة إننا جميعا رسل  ولنا رسالة من الرب، رسالة الشهادة، لإخوتنا وأخواتنا: وأننا معا نشكل الكنيسة، لا محل واحد لوحده.

إن عطش احد فليقبل إلي/ ومن امن بي فليشرب. يقول يسوع في إنجيل اليوم. هذا القول يعيدنا إلى الفصل 55 من اشعيا النبي حيث يقول باسم الرب أيضا: “أيها العطاش جميعا هلموا إلى المياه.. هلموا اشتروا وكلوا.. أميلوا أذانكم وهلموا إلي، اسمعوا فتحيا نفوسكم (55: 1- 3).

“اسمعوا فتحيا نفوسكم”: إن الرب يدعونا إلى الحياة، لا إلى الركود. والحياة التي يعطينا إياها هي من سماعنا كلمته. فكلمة الرب. التي نتلقاها في الإنجيل، وفي الكنيسة، ومن الإخوة التي تغذي إيماننا وتهبنا الحياة: من هنا كم هي مفيدة وبناءة قراءة الكتاب المقدس، لاسيما العهد الجديد، وباليت الأسرة تجعل منه كتابها المفضل. وكم هي مفيدة المشاركة الفعلية في الصلاة الليتورجية، أي القداس الأخوي، حيث نفتح أذان قلوبنا  لسماع صوت الله الذي ينادينا إلى تنقية صلاتنا من روح المراءاة أو المباهاة، صوت الله الذي ينادينا إلى تنقية إيماننا من شوائب الاستعقادات الباطلة والسطحية والأنانية. صوت الله الذي يقول لكل واحد منا في عمق قلبه: تجاوز أنانيتك وفكر بقريبك الأفقر والأضعف والأبعد والأصغر:  أعطه أنت ما يأكل، كن له  أنت المجبر، كن له أنت المحامي.

في الصلاة، إذا فتحنا قلبنا، سنسمع روح الله الذي يرشدنا إلى الحق وينير دربنا إلى أخينا.

نعم، إخوتي وأخواتي. صلاتنا، قداسنا.. ليس مجرد تكملة فريضة. وإنما هو لقاء مع الرب… وكيف استطيع إن التقي مع الرب، إذا لم افتح باب قلبي لأخي الذي أساء إلي أو أسأت إليه: ” إذا أخطا إليك أخوك، وكنت تقرب قربانك، وذكرت، يقول يسوع، فدع قربانك على المذبح، واذهب أولا وصالح أخاك، ثم تعال قدم قربانك”.

هل لنا مثل هذا الاستعداد؟

ومع ذلك فهذه هي روح المسيح: لذا أدعو اليوم إن يكون تبادلنا السلام في القداس فعلا فعل استغفار ومسالمة بيننا نحن الحاضرين، وحافزا للذهاب بعد القداس  إلى من أسانا  إليه أو أساء ألينا فنستغفره.

فيكون فرح الاوخارستيا مضاعفا في هذا اليوم المبارك الذي نلتقي به في جو  البهجة والإخوة.

اكرر شكري لكل واحد وواحدة من الحاضرين، ولكل من وضع يده في قليل أو كثير لتهيئة استقبال اليوم ولبث روح الفرح في كنيسة كركوك. كم

اعبر عن شكري الخالص لكل من شاركني يوم الرسامة الأسقفية في الموصل. بمجيئه شخصيا.

وأجدد  الشكر لجميع الحاضرين، وفي مقدمتهم السادة الأساقفة والآباء المحترمون وكل الأصدقاء والمؤمنين أبناء كنائس كركوك.

وبركة الرب  تشملكم جميعا باسم الآب والابن والروح القدس

 

زاخو تستقبل راعيها الجديد2000

راس حصان برونزيزاخو تستقبل راعيها الجديد

كلمة الزيارة الراعوية الأولى لزاخو في

يوم الجمعة المصادف 4-2-2000

الأخ الجليل والصديق العزيز سيادة المطران حنا قلو

الآباء الأحبة / أيها الأبناء المباركون مؤمنو كنيسة زاخو

زاخو ستبقى حبي الكهنوتي الأول. فيها عشت أول تجربة كهنوتية يوم أتيتها كاهنا شابا حديثا بعد بضعة أشهر من رسامتي  الكهنوتية لأعيد فيها أول عيد ميلاد في حياتي الكهنوتية سنة 1962. وبقيت أتردد عليها للسنوات اللاحقة. كما فعل أيضا الأب بيوس عفاص الذي خدمكم هو الآخر بهمة الشباب, وكنا نتسابق على ودكم وخدمتكم.

لن أنسى تلك الحقبة الأولى من رسالتي طوال حياتي وستبقى لها نكهة خاصة تتكلم مباشرة إلى القلب. لن أنسى أول وجوه لقيتها في زاخو وأول صداقات عقدتها, وأول عماد قمت به, وأول تعزيات كهنوتية نلتها. وبعض هؤلاء الأصدقاء سبقونا إلى ألآب, أمثال المرحوم الشماس عبد الأحد بشير, والشماس أفريم, وجميل جزراوي, وسمعان سعدو, وغيرهم وغيرهم.. لو أخذت اسرد ذكرياتي, واستعيد صدى الأسماء التي أحببتها هنا , والخطوات الأولى من رسالتي الكهنوتية, لما توقفت.. هذه الكنيسة تحفظ سر ذكريات عذبة وتعزيات روحية عميقة لكاهن في الرابعة والعشرين من عمره كله تفاؤل واندفاع وحب…

ادع الذكريات لأقول لكم يا أصدقاء البارحة وأحفادهم, وانتم يا من واكبتكم بمحبتي وتواصلي معكم من قريب ومن بعيد, ولم انقطع عن متابعة أخباركم داخل القطر وخارجه والإحساس بصداقتكم.. ادع الذكريات لأقول لكم : شكرا من عمق قلبي لكل واحد وواحدة منكم على هذا الاستقبال الحار المتميز.. واشعر من صميم قلبي  بأنكم تستقبلون صديقا وراعي أبرشيتكم معا. حماسكم هذا ما هو إلا دليل تعلقكم بكنيستكم وإيمانكم ووفائكم. وكم كنت أتمنى إن يكون إلى جانبي اليوم فقيدنا الأب نعمان اوريدة  الذي أحبكم وخدمكم.

اعرف أنكم ناضلتم وجاهدتم كي تبقى كنيستكم مفتوحة, وفي غياب الكاهن, كان كل منكم شماسا وكاهنا.. فلم تسكت أصوات الترتيل والتزمير والصلاة في كنيسة مريم العذراء.. وبقيت هذه الكنيسة تحتضنكم وتستقبل ممارساتكم الدينية فتشعرون فيها بدفء العائلة والألفة مع بعضكم, كما كانت للذين يسبقوكم.. ولازال بعضهم شهودا على ذلك

هذا كله يجعلنا أن نحرص – على قلة كهنة الأبرشية – أن نرسل لكم كاهنا يقيم لكم الذبيحة الإلهية من وقت لآخر فيشد من روابط الإيمان والإخوة بينكم.

وبهذه المناسبة أود أن أوجه شكري العميم للإخوة الكهنة الكلدان الأعزاء وفي مقدمتهم سيادة راعي الأبرشية ما حنا قلو لكل المساعدة والخدمات الراعوية التي يقدمونها لأبنائنا السريان. إني أحييهم بكل التقدير والامتنان والمحبة. كما اشكر شمامسة هذه الكنيسة بالذات للخدمة الطقسية والكنسية والمواسم التي يقومون بها بعطاء وإيمان وهمة طوال هذه السنوات منذ وفاة راعي الكنيسة المرحوم الأب عما نوئيل سعدو, الذي نذكره اليوم لنشيد بكل الجهود التي بذلها في تلقين السريانية والألحان والرعاية الكنسية لسنوات طويلة. واليوم أشكركم جميعا على وجودكم هنا واشكر كل اللذين من كنيسة مار كوركيس أو العباسية يشاركون باستقبال اليوم بإخوة وتقوى. واشكر الذين بسخائهم واعتزازهم جاؤوا حتى مدخل كردستان في آلوكا لاستقبال راعي الأبرشية الجديد في مقدمتهم السادة الأساقفة حنا قلو والآباء كهنة دهوك وزاخو وشخصيات كما واشكر إخوتي كهنة الأبرشية الذين رافقوني. ولن اختم كلمتي من دون أن أقول كلمة وفاء وأتلو صلاة الترحم والاستغفار عن أرواح أبناء هذه الكنيسة وشمامستها المدفونين في فنائها وفي مقبرتها. والى الله ارفع دعائي كي تكون نعمته في سند جميع  الذين  ساقتهم أو أرغمتهم الظروف أن يغادروا زاخو ويفتح لهم أبواب النجاح والتوفيق حيثما حلوا.

أما انتم يا أيها الباقون هنا لكم أقول ارعوا الإيمان الذي نلتموه بعمادكم بالأعمال الصالحة والأمانة والتضامن في زمن نحتاج فيه إلى أن نكون واحدا أكثر من السابق. ويسوقنا روح التضامن هذا الذي هو من ثمار المحبة, إلى مساعدة بعضنا البعض بالأمور الروحية كما في المادية. لا تدعوا أحدا محتاجا بينكم. بل ساعدوه وأسندوه. لا يكن بينكم جائع إلا وتهرعون إلى عونه وكونوا متكاتفين بالإيمان والمحبة بينكم. وحين أقول بينكم أقوله لكل أبناء المحلة ولكل المسيحيين في هذه البلدة المباركة التي  حباها الله بطبيعة ساحرة جميلة.. وبشعب طيب. وكونوا على اتفاق واحترام وتقدير متبادل وتعاون مع جيرانكم المسلمين, كما كانت الأجيال التي سبقتكم منذ عهد المثلث الرحمة المطران يوحنا نيسان والخوري منصور فارس راعي هذه الكنيسة الأسبق وعمدتها الأول

 

ليبارككم الرب  ويبارك  عوائلكم  وأبنائكم  الآن ودائما باسم الآب والابن والروح القدس  آمين

القداس الأسقفي الأول.مار بهنام1999

العذراءكلمة القداس الأسقفي الأول

كلمة القداس الأسقفي الأولألقاها سيادة المطرانجرجس القس موسى في أول

قداس أسقفي له في دير مار بهنام ترأسه غبطة البطريرك موسى الأول داود

يوم الجمعة

10/12/1999  (في ذكرى عيد مار بهنام).

غبطة أبينا البطريرك الكلي الطوبى

أصحاب السيادة الأساقفة الأجلاء

الآباء الكهنة الأعزاء والشعب المؤمن

1. يطيب لي واستبشر فألا أن أبدا حياتي الأسقفية بالتبرك بضريح الشهداء مار بهنام وسارة ورفاقه, وان احتفل بأول قداس لي بعد الرسامة الأسقفية قي هذا الدير الحبيب.. الذي فيه نمت أول ما ألقيت في قلبي بذرة الدعوة الكهنوتية.

فقضيت فيه مع زميلي الأب ألخوري فرنسيس جحولا رئيسه اليوم, سنتين تحضيريتين قبل دخولي معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل.

هنا تعلمت أول حرف سرياني, وهنا خدمت أول قداس, أنا الذي ما كنت املك من أمور الدين قبل مجيئي سوى صلاة “السلام عليك” ونصف “أبانا الذي”.

2. واليوم أعود إلى هذا الدير مطرانا للأبرشية محاطا بغبطة أبينا البطريرك وآبائي الأساقفة وإخوتي الكهنة.. ومحتفى به من قبلكم يا شعب الله القادم من الموصل وقرة قوش وبرطلة وبعشيقة وكرمليس وبغداد وغيرها من المناطق.

ويا ما أجمل تزامن المناسبة مع عيد مار بهنام الشهيد..

فشكرا لكم جميعا.. شكرا لمشاعركم.. شكرا لفرحكم الغامر اليوم.. شكرا لتهنئاتكم..

واهنئتم جميعا بسعادة العيد والرسامة..وتهنئتي الخاصة بهذا اليوم البهيج مع عميق احترامي وشكري البنوي إلى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس موسى الأول داؤد, الرئيس الأعلى لهذا الدير المبارك لمشاركته

والى لفيف الآباء الأساقفة ألجزيلي الاحترام وفي مقدمتهم مار قورلس عمانوئيل بني الذي رعى الدير بعنايته ومحبته طوال سنوات أسقفيته الأربعين, والمطران متى متوكا الذي قضى سنوات كهنوته الأولى هنا مديرا ومعلما وفنانا, والمطران أنطوان بيلوني

مطران حلب الذي تشرفنا مشاركته أفراح الرسامة والعيد, والمطران ميخائيل الجميل الذي لا زال صوت طفولته يصدح في أروقة هذا الدير.

3. إن ما نأخذه اليوم من القديس بهنام في ذكرى استشهاده ورفاقه, هو قيمة الاستشهاد والشهادة بالذات.. عندما يفضل شاب في مقتبل العمر والعنفوان والكرامات أن يموت من اجل قضية, ويسترخص كل شيء حتى دمه أمانة لعهد مع الرب: القضية, بالنسبة إلى بهنام, كان اسمها “المسيح”, والعهد الذي قطعه هو الأمانة للإيمان المسيحي الذي اكتشفه فاعتنقه, واثر أن يسفك دمه على أن يخونه أو يستعيض عنه بأمجاد الدنيا.

مثال لنا ولشبابنا في هذه الأيام الصعبة, حيث نتعرض لتجربة التغرب والبحث عن الأسهل, وحيث يتطلب منا الاسم المسيحي والعيش بحسب القيم الإنجيلية أن تغذي إيماننا بالصلاة والتشبع من كلمة الله في الكتاب المقدس والثقة بالله وبأنفسنا وبالكنيسة التي نحن حجارتها الحية وانتم الشباب دعامة مستقبلها في هذا البلد.

الأمانة المسيحية والاسم المسيحي يتطلبان منا اليوم, أكثر من السابق, وعيا إيمانيا ونضجا إنسانيا وروحيا اكبر, في سوق يروج فيه الكذب والجشع والطمع والمصلحة والأنانية والمعاناة اليومية, ولربما المضايقات والتعصب الأعمى, لكي نحسن إعطاء جواب لمن سألنا عن إيماننا ورجائنا. كما يكتب لنا بطرس الرسول في رسالته الأولى (3: 13 – 16 ).

” من يسيء إليكم إذا كنتم ناشطين للخير ؟ لا بل إذا تألمتم من اجل البر فطوبى لكم ! لا تخافوا ولا تضطربوا.. كونوا دائما مستعدين لان تردوا على من يطلب منكم دليل ما انتم عليه من الرجاء. ولكن ليكن ذلك بوداعة ووقار, وليكن ضميركم صالحا.. فيخزى الذين عابوا حسن سيرتكم في المسيح “.

أعزائي هذه هي القواعد الثابتة لأمانتكم للمسيح وللكنيسة على خطى مار بهنام ورفاقه الشهداء.. لا انتم وحدكم.. بل كلنا جميعا, أساقفة وكهنة وشعبا مؤمنا.. وقد تأخذ هذه الأمانة طعم استشهاد يومي:

” من أجلك نمات كل يوم ” يقول المزمر, ويردد معه الطقس في صلاته القانونية.

4. دير مار بهنام يجمع.وكل أبناء الأبرشية, من كل الأخوة بالرب من جميع مناطق العراق, يشعرون بأنه بيتهم ومحجتهم الروحية.. منه يستقون المثل والشجاعة الروحية لإيمانهم.. ومن هذا النبع – إلى جانب ينابيع أخرى – تتجدد وتتغذى شهادة حياتنا المسيحية.

5. واختم متوجها بالتهنئة الأخوية الخالصة بهذا العيد المبارك إلى أخي ورفيقي رئيس الدير, الخوراسقف فرنسيس جحولا.

وإذ أهنئه على كل الأعمال الجبارة التي أنجزها لأعمار الدير, طيلة سنوات رئاسته, وتهيئته لاستقبال الخلوات الروحية والرياضات وفرق الصلاة وجماهير الحجوج وطالبي الراحة والسلام, أعده بالتعاون الوثيق الدائم لتطوير الدير باتجاه جعله أكثر فأكثر ملتقى عبادة, وزاوية صلاة, ومركز إشعاع روحي وثقافي, ومنارة وحدة بين الكنائس.

لتكن كل أيامكم فرحا ونعمة. آمين

 

عظة القداس الاول:سيدة النجاة2000

ايقونة العذراء الخشبية موعظة القداس الاول في بغداد كنيسة سيدة النجاة

موعظة القداس الأول في كنيسة سيدة النجاة – بغداد

يوم الأحد 30-1-2000

شكرا على الاستقبال / على هذا القداس الأول كمطران، ومطران لأبرشية الموصل،   ومعظمكم آتون  أو متجذرون في هذه الأبرشية.

اشكر سيادة المطران وكهنته.

نعود إلى الإنجيل:

غريب منطق يسوع!  لو قال لواحد منا اليوم: يا أخي، لا تدع أصدقائك ولا أقربائك، ولا جيرانك الأغنياء إلى عرس ابنك أو خطوبة ابنتك  أو ترقيتك إلى منصب أعلى.. لئلا يدعوك أنت أيضا.. بل ادع الفقراء والعرج والعميان والمعوقين ليرقصوا في عرس ابنك أو ابنتك.. لأنهم لن يستطيعوا دعوتك ولن يتمكنوا من تقيم أية صبحيه أو هدية بهذه المناسبة.

لو قال لنا يسوع ذلك اليوم.. لقلنا: كم انه ساذج، أو على الأقل كم هو طيب القلب، ولكنه غير واقعي وخيالي.. وفي أحسن الأحوال لن يتبع احد نصيحته!

نعم غريب منطق يسوع في هذا التوجيه الذي سمعناه في إنجيل اليوم.. كما هو غريب في معظم توجيهاته وتوجهاته..

ما الذي يقصد يسوع إذن؟

هل قال قولا لنكتفي بغرابته.. أم لنستنير به في حياتنا اليوم أيضا؟ يجري الحديث إذن عن شيئين. المباهاة  ، المكافأة

المباهاة

هناك أناس كثيرون لا يهمهم جوهر الأشياء بقدر ما تهمهم المظاهر. فليس حرام إن تدعو أصدقائك واهلك إلى طعام أو مناسبة. فمقاسمة الطعام ستبقى فرحة فريدة للمشاركة في الصداقة والتعبير عن المحبة والتقدير. ذلك إن مقاسمة الطعام هي مقاسمة الحياة: ” بيناتنا خبز وملح”  يقول المثل. وفي الإنجيل أمثلة عديدة عن الوليمة والعشاء والعرس والغداء للإشارة إلى قبول يسوع نفسه دعوات أصدقائه والدخول في بيوتهم للطعام: زكا، وبيت مريم ومرتا وقانا، وبيت حماة بطرس، وسمعان… الاوخارستيا ذاتها هي وليمة الحمل هي خبز الحياة الذي نتقاسمه وندخل في ألفة الله بيسوع المسيح.

ملكوت السموات يشبهها يسوع بعشاء، بوليمة لذيذة نتقاسمها… بعرس. ولكن هناك دعوات يكون عنصر المكابرة والتظاهر،فيها أقوى من عنصر المشاركة والمحبة. لنعد إلى حفلات العرس عندنا، وحفلات التناول الأول، الخطوبة، والمناسبات الاجتماعية الأخرى.. كم فيها من صرفيات وتبذير وبذخ لا غاية له سوى التباهي: أو تكون ابنتي اقل من بنت فلان، الكون اقل من فلان، هل مرتين لكي نكتفي بغداء بسيط يوم تناول ابنتي الوحيدة أو ابني البكر.. سأعمل ما يفوق ما عمله أخي، وستكون هديتي اكبر من هدية أخي…واذا قلت

لهذا الذي يصرف بلا وعي تفاخرا وتظاهرا: يا أخي فكر في أخيك الأفقر.. وأعطه حصته  بتزكية مالك. اقتطع مبلغا في مناسبة عرس ابنك وأعطه للمحتاجين والزمنيين والمعوقين  والعميان والعرجان. قد يجاوبني بصمت وتعجب: وماذا ينفعني هؤلاء؟ المكافأة:: إذا كنت تبحث عن الانفتاح والمباهاة فقد نلت أجرك. أليس للمجانين موقع في الأخلاقية المسيحية.

المكافأة:

المحتاجون والكسحاء والمعوقون والعميان.. هؤلاء هم الذين وضعوا كل ثقتهم بالرب ومنه ينتظرون العون والغذاء والتقدير. نعم إن دعوة هؤلاء في النص الإنجيلي ليست مجرد دعوتهم إلى تناول طعام لأنهم جائعون.. بل هي تقدير ولفتة وتكريم من قبل الداعي. والداعي هو الرب هنا: ” طوبى لك، لأنهم ليس بإمكانهم أن يكافئوك، فتكافأ في قيامة الأبرار”: قيامة الأبرار هي مجد الله الذي يرثه الأبرار، هي الدخول  في  مجد الله ومقاسمته حياته السعيدة.

أليس هذا هو معنى: طوبى لك إذا… طوبى لكل انك صرت أهلا لتدخل قاعة العرس، لتدخل مجد الله، لتتخلق بأخلاق الله الذي يحمي و يقيت الجائعين والمحتاجين؟.

كيف يحمي الله ويقيت الجائعين والمحتاجين؟ على يدي وعلى يدك. فتصبح يدك يد الله الممدودة للخير: ورجلك رجل الله الذي يتقدم بها لنصرة المظلوم: وقلبك قلب الله الذي يحن ويرحم: وعينك عين الله الذي يسهر على الفقير والبائس والمظلوم: وهذه هي مكافئتك الكبرى: انك صرت كأبيك السماوي وعلى صورته ومثاله.. لا تنظر إلى الشكل الخارجي، بل إلى النيات والى حاجة غيرك.

كلما خرجنا عن أنانيتنا واكتفائنا الذاتي والتفافنا حول أنفسنا كالحلزون..وكاما قلنا مع المزمر:” الرب ذاته هو حصتي وميراثي ومجازاتي”..كلما قلنا:” فرحي هو الرب” وكلما قلنا في قريبي أرى الرب، في الجائع أرى الرب، في الحزين أرى الرب.. كلما كنا أبناء الملكوت بصورة أعمق وتلاميذ يسوع الذي صاحب صغار الناس وأحبهم.

لا تنسى ماهي متطعموني، علينا في الدينونة الأخيرة:

كنت جائعا فلم تطعموني، كنت عطشان فلم تسقوني. كنت عريانا فلم تكسوني. ومريضا وسجينا فلم تزوروني..

لن ينفعنا القول إذ ذاك: متى رأيناك كذا وكذا…

لان صوته سيقول لنا – وهذه هي الدينونة والادانة:

” كل ما لم تصنعوه لواحد من هؤلاء الصغار فلي لم تصنعوه”.

وإما إذا صنعناه فيقول لنا:

” تعالوا يا مباركي أبي رثو الملك المعد لكم”.

ترى كيف يمكننا  تناول جسد الرب في الكنيسة.. ونتجاهله  إذا رأينا هذا الجسد عريانا، أو جائعا، أو منتقصا في الشر عاو على عتبة أبي أو في داره يئن… هكذا كان يتكلم  القديس باسيليوس مع أغنياء زمانه.. وهذا ما  أقوله لكم اليوم، ليس لأنكم أغنياء، بل لان كل منا هو أغنى من غيره فيه

استقبال الراعي في برطلة2000

استقبال الراعي في برطلة

1-1-2000

مراسيم استقبال راعي الابرشية الجديد مار باسيليوس جرجس القس موسى

استقبال مؤمني برطلة لراعيهم الجديد لم يكن اقل من غيره بل امتزجن فيه مشاعر

الحب والفرحة والتضامن مع كنيستهم حيث استقبلوه بالزغاريد والتراتيل والاناشيد

الدينية استقبال حافل يليق بمن احبوه ويحبهم ايضا.

كلمة الزيارة الراعوية الأولى في استقبال سيادته في برطلة

يوم السبت المصادف 1-1-2000 الساعة الخامسة عصرا.

يا شعب برطلة الكريم.. يا أبناء وبنات ما كوركيس ومارت شموني.

موكب الاستقبال هذا كان مهرجان فرح وعرس ومحبة.

وأصوات شمامسة برطلة المختلطة بتراتيل أطفالها  وزغاريد نسائها وشبابها

وصباياها تشبه أصوات استقبال يسوع على أبواب أورشليم يوم العانين.

ولق سبقنا يومعندكم، ين هذا العام إلى اليوم الأول من عام 2000لنبدا به هذا العام

اليوبيلي المقدس الجديد باستقبال راعي الأبرشية الجديد.

فليكن كل شيء عندكم،  وفي قلوبكم جديدا، كنعمة الرب وبركة.

شكرا لكم جميعا. شكرا من أعماق القلب، على هذه الحفاوة حيث التففتم حول رعاتكم

الأعزاء لتقولوا: مبارك الآتي باسم الرب.

شكرا للأب شمعون بزو والأب فاضل القس اسحق اللذين بإرشادهما صرتم اليوم

كتلة فرح واحدة، وصوتا واحدا يعزف بأوتاره : المجد لله في العلى  وعلى الأرض

السلام  للناس الذين يحبهم الله.

شكرا للشمامسة، والراهبات، للإخوة الكهنة من الخ ورنات الشقيقة الوافدين

للمشاركة في هذا الاستقبال من قره قوش، من الموصل، ومن برطلة ذاتها.

شكرا لكل الهيئات العاملة لخدمة الكنيسة والتعليم والتنشئة والتنظيم والاستقبال

   2- بعد دير مار بهنام  وباخديد.. برطلة : هذا كان درب الأساقفة والمفارنة في

زياراتهم الراعوية.. وهكذا نحن أيضا سلكنا الدرب نفسه.

ولكن برطلة ستبقى البلدة السريانية العريقة التي رفدت كنيستنا السريانية، في القديم

ألقديم، وفي العصر الحديث في شقها الأرثوذوكسي والكاثوليكي، بالبطاركة

والأساقفة والمفارنة. ولها ثقلها  في التاريخ الكنسي. وفي حاضر كنيستنا اليوم خمسة

أساقفة من برطلة، ثلاثة  يديرون ثلاث أبرشيات مهمة في العراق والرابع في لبنان،

والخامس  يمثلنا بجدارة في المؤتمرات  الدولية والأوساط العلمية العالمية. ناهيك

عن أبنائها الكهنة والرهبان وأهل القلم والشعر واللغة والبلاغة والخط السرياني

الأنيق الذي تخرجوا من بيوتها وتألقوا، بعضهم سبقونا إلى الآب. أعلام كثر أنجبتهم

برطلة وهم مفخرة لها والأبرشية  وللكنيسة السريانية  بأكملها : مار يعقوب الثالث /

الأب سابا / الخطاط الأب للو / وغيرهم.

ناهيك عن القدماء ألقدماء وعن الإحياء. وفي أبرشيتنا السريانية الكاثوليكية

الموصلية كان لكهنة برطلة حضور بارز ومتميز فيها.

وكان آخر من توارى  منهم قبل عام ونيف المرحوم الأب بهنام كجو الذي شغل منصب سكرتير راعي الأبرشية لسنوات طويلة . واليوم يحق  لنا أن ننادي برطلة

من جديد : عودي يا برطلة  فارفدي الأبرشية بكهنتك  الفاضلين البارزين، واعملوا

يا شباب برطلة لخدمة كنيستكم  بذكائكم وانفتاحكم الدائم واستعدادكم لتطوير أساليب

الرسالة والالتزام والالتفاف حول كهنتكم ورعاتكم الروحيين، بوحدة الكلمة واندفاع

الرسل المسئولين عن بشرى الإنجيل، ولا تنشغلوا بما يعيق رسالتكم أو صفاء

شهادتكم الإنجيلية.

إننا فخورون بما لكم من اندفاع للعمل والإبداع ودراسة الكتاب المقدس.. وما المركز الثقافي الشامخ إلى جانب كنيستكم سوى شاهد لما لكم من طموحات ونظرة مستقبلية

مركز تعليم وإشعاع روحي وثقافي وملتقى اجتماعي. لا تنسوا من عمل وخدمكم

بتفان متميز وأقام لكم هذا الصرح : الأب حنا ياكو.. الذي عن بعد موقع عمله الجديد

يفكر بكم ولكم ويتابع نشاطاتكم  ويفرح لأفراحكم.

3-أتخيل برطلة قلبها باتجاه مارت شموني، يدق معها ويحب معها ويتالم معها ويعتز

معها بتراثه السرياني العريق.. ويداها، ممدودتان الواحد نحو قره قوش، والأخرى

نحو الموصل.. دعوة  إلى التلاحم والتعاون والتضامن. فانفتاح أهل برطلة ثراء

وغنى لها وللذين تنهل من عندهم، وموقعها الوسط ضروري للكنيسة إذ يعطيها

رسالة توحيد واخذ وعطاء..وهي ذاتها مختبر لهذه الوحدة.

فتركيبتها المزدوجة وتشابك عوائلها بالقرابة والجيرة والجذور الواحدة تشكل دعوتها

الخاصة  لتجاوز الانفرادية وفتح القلوب لا فقط لفهم الأخر، بل للعمل والتنسيق معه.

إننا نظرنا دائما إلى الكنيسة السريانية الكاثوليكية  والأرثوذكسية كجناحي كنيسة

واحدة تشترك وتتغذى وتحيا  من تراث واحد وتنحدر من أب واحد، إذ صح التعبير.

وهذا الواقع مدعوة برطلة أن تعيشه في كل زخمه وعطائه وإبداعاته وغناه بصورة

متميزة وخاصة عن سائر المناطق.

أليست تغني بعطائها ثلاث أبرشيات تتقاسم حبها وولائها.

اكرر شكري للجميع.. واقبلوا مني التهنئات

القلبية الخالصة، تهنئات الأب والأخ، بأعياد الميلاد المجيد والعام الجديد.. جعله الله

لنا جميعا : لكنيستنا السريانية وأبرشياتنا الثلاث عام بركة ونعمة ونور.. وجعل الله

من عام اليوبيل عام تقارب واندماج اكبر بين كنائسنا، وتعمق أعمق في إيماننا

المسيحي وشهادتنا الإنجيلية في هذا البعد المعطاء

رفع الله عنه كل ظلم وحصار.آمين

كنيسة البشارة في استقبال الراعي1999

العذراء اماميكنيسة البشارة بالموصل في استقبال الراعي الجديد

  قداس ليلة عيد الميلاد في كنيسة البشارة

24-12-1999 .

وافتتاح سنة اليوبيل 2000 .

كنيسة البشارة بالموصل في استقبال الراعي الجديد.

وكأني  أعود إلى بيت الأم بعد طول غياب.. وباشتياق وحنين. صدقوني. العشرة تخلق الألفة، وتشد الروابط، فتتشابك القلوب. هذا هو أنا مع جماعة البشارة..وجوههم أحببتها  وحضوركم   لنصلي معا كل احد وعيد ومناسبة منذ قرابة أربع سنوات خلت وتجاوبكم الطيب والفرح الذي اشعر به واراه على وجوهكم كلما التقينا في هذه الكنيسة الصغيرة الجانبية رسخ في ما بيننا روح الأسرة الواحدة، وجعلني أتعلق بكم..

وما جعلني أتعلق بالأكثر بهذه الكنيسة وأحب جماعتها أيضا، هي اللجان العاملة فيها، بدءا بلجنة الخدمة التي نحسب أنفسنا معا فريق عمل لتنشيط الكنيسة، واحسبهم كلهم كإخوة وأخوات لي، وكمعاونين فاعلين في الرسالة… ففي كل واحد وواحدة لمست القلب المحب والصديق وأشبههم بأ كيلا وبريسكلا اللذين يذكرهما بولس الرسول كمعاونين له في المسيح (رو16: 3).

ومع لجنة الخدمة اذكر جوقة البشارة وأعضائها الذين هم جزء من صلاتنا

واحتفالاتنا ومع أصواتهم وعزفهم ترتفع نفوسنا إلى الله. ويكتمل الثلاثي بلجنة التعليم المسيحي التي تصبح شريكة أسرنا في إعطاء التنشئة المسيحية وإلقاء بذور الإيمان والمحبة والعبادة ومحبة الإنجيل  والكنيسة لدى أطفالنا  وناشئتنا.

بارك الله بكل هؤلاء الطيبين… وأنا عارف كم يبذلون من قلبهم ووقتهم وراحتهم وتفكيرهم لأداء خدمتهم كرسالة وبشرى يتلقونها من الكنيسة ويقدمونها لإخوانهم الصغار والكبار ولأنفاس الحياة الروحية والإيمانية لدى أبناء وبنات كنيسة سيدة البشارة.

فلكم جميعا… ولإخوتي وأخواتي في لجنة الخدمة والجوقة والتعليم المسيحي شكري ومحبتي  وتشجيعي..وفرحي أيضا بلقائكم واستقبالكم الدفيء وأعانق كل واحد منكم بقلبي قبل ذراعي.

واغتنمها فرصة لابث لكل واحد منكم ولعوائلكم ولأصدقائكم  وأبنائكم البعيدين والقريبين  تهنئاتي القلبية بعيد الميلاد المجيد وعام  الإلفين اليوبيلي الذي نفتتحه في هذا القداس مع شعلة الميلاد ونواقيس كنائسنا التي تتنادى  اليوم في هذه الليلة.

ليس فقط في أبرشيات نينوى والأرثوذكسية حسب، بل هي صدى لكل أجراس كنائس العالم المسيحي الذي يبتهج باستقبال الإلف الثالث لميلاد الرب يسوع.

بركة وسلاما وخلاصا للعالم وجدا لله أبينا:” المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والمسرة لبني البشر.

ومع تهنئة العيد.. أهنيء جماعة البشارة ولجانها تهنئتين أخريين:

الأولى بكاهنها الجديد الشاب النشط البشوش الأب حسام شعبو ( من كهنة يسوع الملك أيضا ).

والثانية بمركز النشاط الجديد الذي أهدانا إياه راعينا المثلث الرحمة مار قورلس عمانوئيل بني  وتمنينا لو شاركنا فرحة افتتاحه. غيابه يترك في قلوبنا غصة عميقة. وغصة عميقة أخرى تكوي قلوبنا في غياب أبينا وأخي ورفيق الدرب والرسالة الأب نعمان اوريدة الذي خدم هذه الكنيسة سنوات طويلة ونحن  كلنا له له مدينون  بكثير من حيوية هذه الخورنة.تغمده الرب… ولكم بركة العيد…

 

الزيارة الراعوية الاولى كنيسة مار توما1999

العذراء والطفل جانبيالزيارة الراعوية الأولى كنيسة مار توما

وكانت الزيارة الراعوية الأولى لسيادته الى كنيسة مار توما

يوم

الأحد التاسع عشر من شهر كانون الأول من عام .

1999

الى كنيسته التي شهدت أول عرس جماعي اخوي لكهنة يسوع الملك,

جمع عدد من الكهنة والإخوة الشباب في حياة مشتركة الأولى من نوعها,

كما وشهدت هذه الكنيسة

أول إدارة لمجلة الفكر المسيحي التي صدرت عنهم .

استقبلوه بالمحبة والفرح والزغاريدوبروح الأخوة والألفةوتراتيل وأناشيد الزهو

وطيب القلب ورحابة الصدر.إلى  كنيسة مار توما حيث أقام قداسه الأول فيها بعد

تنصيبه مطرانا على الأبرشية وألقى كلمة بالمناسبة قال فيها :

لست غريبا عن أورشليم. ولكن أن ادخل أورشليم بأصوات وأشعنا وبهذه ألأبهة.. ما

حلمت إن ذلك سيحدث يوما.

1- دليل أن قائد الاستقبال في أبواب أورشليم سيكون احد زملائي.. بل اعزهم.. من

التحمت معه منذ الطفولة.. لا فقط كزميل دراسة.. بل كأخ وصديق ونجي وشريك في

الطموحات وتخطيط المستقبل وبناء الأفكار وصياغتها للتنفيذ معا والاندماج في الفكر

والروح  والروحانية.. ومن ارتبطت مصائرنا معا حتى غدونا كالثنائي التلازم… هذا

كله أيضا لم احلم به.. وكم كنت أتمنى, ويتمنى هو معي أن يكون ثالثنا معنا اليوم..

فيجتمع الفرسان الثلاثة في فرح واحد..

ليكن اسمه مباركا: ينضم ألينا اليوم بالذات فارس شاب: الأب حسام

– دليل يسوع في أورشليم:

1-  دليل صدق تجربتنا معا طوال 37 سنة

2- ولكن بتواضع: نعمة الرب ونور روحه هو الذي يقود.. قاد مسيرتنا

ككهنة يسوع الملك واليوم إذ يكرس يطالب..

–  يطالبنا في الاستمرار في الرسالة والنهج والروحانية: بغيرة كهنوتية وراعوية

وإنسانية.

يطالبني بالبقاء أمينا على الروح: استقبال أورشليم لا يغريني: بعد

ألسعانين جاء الصليب: ولكن كله عمل خلاص: دعوتي اليوم تتوسع آفاقها لأنظر من

فوق الجلجلة وأعانق بنظرة المخلص الرب القطيع كله.

وسع يا رب قلبي على كل مداه ليحب الكل ويفهم ويرعى: شعور الأب الذي كان إلى

ولادة ابنه البكر يفكر في افقه وافق شريكة حياته.

ثم مع قدوم ألأبوة يحس يوما فيوما كم عليه أن يخرج من ذاته ليفكر ويحب ويعرف

ويكد ويخطط ويؤمن الحياة الأفضل للعائلة كلها.. وفي الليل والنهار.. وكلما كبر عدد

أعضاء الأسرة كلما توسعت ونضجت أفاقه.

وفي الوقت نفسه كبرت معايناته واغتنت حياته بغنى وثراء ومواهب و قابليات أبنائه.

ثروتي اليوم بكم وبكل أبناء أبرشية الموصل هي اكبر وأوسع.

إذا طالبتموني الكثير وطلبتم منى الكثير التمس حملاتكم وعونكم.

احملوا معي.. لنحمل سوية اسم المسيح ليتمجد في هذه الأبرشية العزيزة… بل في

كنيسة العراق ككل. أليس ما قاله القديس الأسقف العظيم اوغسطينوس لأبناء أبرشيته

وكهنته كان: قبل أن أكون مطرانكم.. أنا معكم مسيحي وأخ. العبارة بأمل ورجاء

وثقة إلى الألف الثالث.

واختتم شاكرا كل الحرارة التي استقبلتم بها أسقفكم الجديد…

 أخاكم …

مار باسيليوس جرجس القس موسى

الزيارة الراعوية الأولى إلى موطن الآباء1999

جدارية خشبية

الزيارة الراعوية الأولى إلى موطن الآباء 

الى موطن الاباء والاجداد قره قوش

في 25/12/1999

استقبال في قرة قوش

رحلة أخرى كانت هي التي أوصلته أخيرا إلى مسقط رأسه، إلى حنان الأم،

وعطف الأب، إلى المحلة والجار والصديق وابن الحي، إلى أهله ومدينته التي

طالما أحبها وأحبته، التي يوصفها دائما بقلب الأبرشية النابض بالحياة والحيوية

والنشاط.

إلى بخديدا (قره قوش)، إلى الحمدانية مركز القضاء وملتقى الحضارة والإشعاع

الفكر وأخلاقيته، عاش فيها طفولته واخذ منها العلم والمعرفة وعادات وتقاليد الأهل

والعشيرة، ومن أبيه الفلاح البسيط المؤمن المجد والنشيط والحريص على أرضه

وإنتاجها، وأمه ربة البيت المتواضعة العطوفة الحنونة، هكذا نشا وترعرع في هذا

الوسط المشيع بالايمان وحب الارض.

هذا الخد يدي المعروف ببساطته، تعلم منهم كل شيء، دماثة الأخلاق وحسن السيرة

والتعامل واحترام الكبير، والعطف على الصغير بالإضافة إلى تعلمه مبادئ الدين

والإيمان، من أسرة مؤمنة مخلصة لكلمة الله، مقدمة العطايا باسم يسوع المسيح.

من هذه البيئة خرج الابن البار، ليلتحق في صباه بدير مار بهنام وأخته سارة

الشهيدين للدراسة الابتدائية، في رهبنة متواضعة إلى أن غادرها إلى معهد مار

يوحنا الحبيب بالموصل للدراسة الكهنوتية الموسعة حيث كان يظهر براعته في كل 

مرحلة من مراحل الدراسة فيها. يمر بها ويتسابق مع زملائه.

أخيرا عاد إليها حاملا رسالة المسيح، رسالة المحبة والسلام،

عاد إليها هذه المرة راعيا ومبشرا وأبا وأخا،

يحمل إليها ولأبنائها وبناتها بشرى الخلاص.

استقبلت بخديدا ابنها البار استقبال الأب لابنه والأخ لأخيه استقبلوه فاتحين قلوبهم

قبل ذراعهم بفرح اللقاء ومودة الأهل بالزغاريد والهلاهل والأناشيد والتراتيل

احتضنوه في أحداق عيونهم كما أحبهم  في كل مشاعره.

احتشد المؤمنين للقائه حيث شق موكب سيادته الشارع الرئيسي مارا بكنيسة

الطاهرة حيث هناك جمع آخر ينتظر قدومه وتعالت الهلاهل والتصفيق لاستقبال

الراعي الأمين وهو يدخل الكنيسة بمعية عدد من الأساقفة والآباء الكهنة وعدد من

الضيوف الكرام  وأطلقت الجوقات أناشيد وتراتيل بالمناسبة.

عاد إليها عصر يوم السبت،

أول أيام عيد الميلاد المجيد

في 25/12/1999 في أول زيارة راعوية لها .

ثم ألقى الأب لويس قصاب مسئول كهنة قره قوش ومدبر كنيسة الطاهرة كلمة

ترحيبية بالمناسبة رحب فيها بزيارة راعي الأبرشية الجديد الذي هو منها واليها.

استقبال قرة قوش

بعدها ألقى سيادته كلمة بالمناسبة جاء فيها:

أخيرا تطأ قدماي بيت الأب وقنطرة الجدود.. أخيرا تتكحل عيناي بباخديدا، وتفرح

آذاني بهلاهل ألخديديات لأحد أبنائها.. وتنشد صباياها وشبابها:

عرس.. أم مهرجان.. أم عيد بربارة.. أم مر قريا قوس.. أم أوشعنا..

أنا ابن أورشليم.. ولكن ولكن أن تستقبلني أورشليم بهذا الاحتفال وهذه

الأبهة.. بأصوات أوشعنا.. مبارك الاتي باسم الرب.. وصفوف الشباب والفتيات

والأطفال بألوان العيد وفرح الحقول بالمطر الآتي… كل هذا حلم أحلمه.. لا يقظة…

فكم أنا شاكر لكم! كم أنا شاكر لكم التحامكم يدا واحدة، وروحا واحدة،

وأملا واحدا  يا إخوتي كهنة قره قوش، يا شمامسة قرة قوش، يا شباب قره قوش، يا

أطفال قره قوش, راهبات قره قوش,  يا شيوخ قره قوش، يا عجائز قره قوش

ما أجملكم وانتم ضمة (    ) واحدة.

ا – باخديدا مسقط الرأس. هنا ترعرعت.. ونشأت.. وتربيت.. مهما ابتعدت، وأينما

ذهبت، وحيثما سافرت اسمك حملته معي يا باخديدا.. واليك عدت.. وأنت كنت لي

الوطن الأول قبل أن يمتد وطني إلى أقاصي العراق الأوسع.

هنا يتكئ القلب ليرتاح

هنا مرجع الذاكرة والعاطفة

هنا انسحب كلما أردت تذوق الطيبة والإنسانية وصفاء الطفولة…

من هذا النبع آتي لاستقي كلما أردت أن أكون أنا.. ببساطة وعفوية..

فقبلة من طفل تزيل عني كل كربتي, وابتسامة من عجوز أو جار عتيق أو صديق

طفولة اعتبرها قصيدة وعيدا.

كل هذه الحجارة العتيقة في الأزمنة القديمة تحكي قصتي.. اسمعها تنادي

وانأ ذاهب إلى المدرسة، على أبوابها الصدئة رسمت رسومي بطباشير الصغر..

وفي كنائسها تمتمت أولى صلواتي، وغفوت، وفي حقولها (ببيارح)  رعيت

الطليان، قبل أن أتوجه إلى الدير(ماربهنام)، والسمنير(معهد مار يوحنا

الحبيب)، لأعود إليها كاهنا شابا عام 1962.

استقبال اليوم يذكرني باستقبال الكهنوت قبل 37 عاما: وأخي الخوراسقف

فرنسيس جحولا.

كانوا هنا: ألخوري بهنام دنحا

القس منصور دديزا

القس توما اسطيفوا

القس بطرس شيتو وغيرهم ممن سبقونا إلى ألآب: آباء لا زال

صوتهم يرن في هذه الكنيسة.

وكان هنا، يقود موكب الاستقبال أخي وزميلي الأب لويس قصاب مع شباب

الأخوية المريمية يوم ذاك.

وها هو نفسه اليوم مع إخوتي الأب شربل، ونوئيل، وبهنام، وسالم، وجورج 

-بنيامين الرسل-، وسائر إخوتي كهنة الموصل وبرطلة وبعشيقة ورئيس دير مار

بهنام الأب فرنسيس جحولا تحفون بي وتزفوني إلى كنيستنا الكبرى الحبيبة. شكرا

لكم كلكم مع شعبكم.. إخوتي وشعبي لهذا الاحتفال.

قره قوش هي حبي الأول.. وسيكون الأخير.

1 – باخديدا، إذا وضعها غبطة البطريرك  بأنها عين الكنيسة السريانية.

فهي قلب الأبرشية النابض بطاقات أبنائها، بقوة وسخاء شبابها، بوفرة دعواتها

الكهنوتية والرهبانية، بعدد كهنتها وراهباتها، بإمكانات أرضها وقدرات مبدعيها..

قره قوش طاقة منفتحة نحو المستقبل.. نحو الألف الثالث.

-باخديدا. اليوم أقدم لها ذاتي للخدمة. للتطوير. لرفع شأنها. لسماع

صوتها وإسماعه ” هناك انتظارات كثيرة أمامي في باخديدا.من قبل إخوتي الكهنة،

من قبل الشباب، من قبل الشمامسة..من قبل الجميع.  ولأبناء قره قوش عموما

طموحات كبيرة وواسعة لبلدتهم. لكم الحق في كل ذلك. وتنتظرون من راعي

الأبرشية، وهو من أبناء هذه البلدة بعد طول انتظار،

الكثير الكثير. وكما قلت في كلمتي الأولى يوم رسامتي: ” أنا عارف بان المهمة

شاقة وتتطلب مني جهودا استثنائية وصفات كنسية وروحية وإنسانية أجدني عاجزا

عن تأديتها وحدي “.

إن شاء الله لن أكون وحدي. كلكم معي. واعتمادي الأكبر والأول على معاونة إخوتي

الكهنة. معهم. معكم سنبني باخديد أجمل واكبر في عيني ذاتها كما هي كبيرة في

أعين غيرها فإذا هي مدينة الفداء، لنتعاون بكل إمكاناتنا  لكي تكون مدينة الإيمان،

ومدينة الشهادة الحقة للمسيحية الصادقة الملتزمة بكنيستها وبوطنها  وبسمعتها

الطيبة  والجيرة الحسنة والإبداع التي يعرفوننا بها. كالنبع الذي لا ينضب عطاء

باخديدا:

عين الموصل إليها,  بل كل قرى نينوى، في جبالها وسهولها، صارت تنظر إليها

كالمنارة الصاعدة المضيئة. لقد صار يضرب بها المثل، وتقصد كالمزار، وكمركز

إشعاع ديني وروحي وثقافي وتراثي وسرياني. فيا  باخديدا، لن أقول لك كفي. بل:

تقدمي وارتفعي كقباب كنائسك وأجراسها، واشمخي كالنخل العراقي.. ولكن ابقي

معطاء كحقول سهولك، ودائمة الخضرة كالزيتون.. ومتواضعة كورد البيبون بين

زروعك.

إذا وعدتك بحضور اكبر فيك، وبجهد اكبر لخدمتك مع  إخوتالكهنة.. فسأنتظر منك

أيضا الكثير، سأعتمد عليك كثيرا لتكوني نبع الأبرشية في الدعوات والأنشطة

والإبداعات.

مرة أخرى أشكركم، آبائي الكهنة والشمامسة والشعب الطيب على هذا الاستقبال

الرائع.. يازينة أبرشيتنا، واقبلوا مني تهنئاتي القلبية بعيد ميلاد سعيد ومبارك، لكل

واحد وواحدة منكم. ولجميع أبنائكم وأهلكم الغائبين والمسافرين. العيد عيدان اليوم.

وليملأ طفل المغارة بيوتكم وأسركم  وقلوبكم من أنواره وسلامه.  وبركة الرب

تشملكم جميعا ألآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

img104 img105 img106

الزيارات الراعوية الاولى

الزيارات الراعوية الاولى
*******