موعظة يوم عيد الدنح
انت ابني الحبيب عنك رضيت
موعظة عيد الدنح كنيسة مار توما
في 6/1/2001
انت ابني الحبيب عنك رضيت (لو3: 22)
مرة اخرى احمل اليكم تهنئاتي للاعياد المباركة.. ويمكن عيد اشراق المسيح للعالم اشراقا في قلوبكم – في قلوبنا جميعا. في واسرنا، في بلدنا..
1- لعماد يسوع هنا في لوقا بعد ان:
* الاول انه، ككل ابناء شعبه الاتقياء الذين قبلوا بشارة يوحنا.. يتقدم للعماد عماد
التوبة. لا انه بحاجة الى التوبة، بل ليكمل البر. كما جاء في متى عندما تردد يوحنا في اعطاء العماد ليسوع اعترافا منه ببره وتواضعا: “دعنا الان. هكذا يحسن بنا ان نتم كل بر=> تضامن من يسوع مع الخاطئين ليخلصهم”
* اما البعد الثاني، فهو ان معمودية يسوع تصبح مدخلا لما سيذكره لوقا من ان الروح ينزل على يسوع كالانبياء في مفتح رسالتهم: => الله يزكيه- رسالة هي من الله
وان الله بصوته سيكرسه ابنا حبيبا عنه يرضى: انت ابني الحبيب عنك رضيت
عبارة رضى الله: تعكس العلاقة الحميمة بين يسوع
وابيه –> لن يقول يسوع من بعد لله
سوى: ابي، ابي السماوي
وسيبقى يدعو الناس الى مشاركة هذه البنوة وهذا الرضى
ستجدد العبارة في حدث التجلي في متى: هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا: له اسمعوا كما سمعتم لموسى
2- ملاحظة اخيرة: الروح ينزل بينما يسوع يصلي: الصلاة حضور الله فيه وحضوره الدائم في الله.
يسوع اعتمد
3- * نحن ايضا باسمه اعتمدنا: اعتمدنا بالروح القدس والنار تذكروا السنة النار في العنصرة الحب/ الحياة التطهير
ما ذا يعني. ماذا يحوي عمادنا:
(1)– به اصبحنا اولاد الله – نحيا البنوة الالهية
– به اصبحنا ابناء الكنيسة
– به اصبحنا تخوة لبعضنا البعض
(2)به نحمل رسالة المسيح الى العالم: التبشير
حمل قيم المسيح
واخلاقه
نمثل حضوره في العالم
فنصبح هذا الصوت الصارخ: اعدوا طريق الرب.. افتحوا له القلوب/ صوت دينونة لخطايا العالم: صوت الحق الصارخ بوجه الظلم سيبقى العالم ينتظر صوت الكنيسة الذي هو صوت المسيح
4- * ماذا عملتم بمعموديتكم؟ ماذا عملتم من مسيحيتكم؟
هل حاولتم ان تحفظوها كتحفة نادرة في خزانة الثياب ام حملتموها كنور العالم
– تجديد مواعيد المعمودية
تجديد عهدنا مع الله – ومع الانسان لنكون معه
كل واحد تجديد دعوته الخاصة: الكاهن. الشماس. الراهبة . المتزوج العلماني الملتزم. الام… => النداء الثاني: نداء كل يوم، كل ساعة… نتعرض لتجارب كثيرة: الخطيئة، عبادة المال، السيطرة احيانا لكل شدة تهز ايماننا: حفنة رز+ موقف اغراء إغراء فيه نعيد النظر في انتمائنا في التجربة الروح يرشدنا ويحل علينا: في الصلاة كما يسوع في العماد.
في كنيسة مار توما بالموصل
في 6/1/2002
(1)– ما هي الحفلة التي قمنا بها؟
– عيد الدنح = عيد الظهور – ظهور يسوع للعالم بداية حياته العلنية – بعماده على يد يوحنا
– بطريقة رمزية نعيد عماد المسيح ونستذكر عمادنا نحن باسم المسيح
1- الصليب المغطوس في قنينة الماء يمثل شخص المسيح
2- ماء الطشت الذي فيه قنينة الصليب يمثل نهر الاردن
3- القريب الذي يسير امام الصليب في الدورة يمثل يوحنا السابق – المعمدان
4- المنديل على راسه وعلى الصليب اشارة الى المنديل الذي يوضع على راس العروس. فالمسيح هو العريس المحتفى به والقريب يوحنا هو صديق العريس من جهة – ةويمثل الكنيسة عروس المسيح
5- التطواف هو الاحتفاء بالعريس
6- الماء الذي عمدنا به الصليب نصبه في جرن المعمودية ليقدس بصورة رمزية الماء الذي نعمد به اطفالنا. اذن نحن
7- يرش به المؤمنون. يتبركون به: ياخذون منه
لمنح القداسة
للغفران
للشفاء- صحة النفس والجسد
اعضد الضعفاء
لطرد الشر
لخصوبة الزرع
هذه من ناحية الحركات
(2) من ناحية الكلمات القراءات التراتيل
– ما هي الافكار والرموز والمعاني التي تحملها والتي تقدمها الكنيسة لتاملنا ولتطبيقها في حياتنا؟
منذ صلاة الابتداء ناخذ الاتجاه: المسيح في مياه الاردن يقدسها بقداسته. نطلب ان يقدسنا نحن ايضا نفسا وجسدا بنعمته وطهارته وقداسته
* فتاتي القراءات لتحمل معاني الماء ورموزه
– القراءة الاولى: خر15: 22- 27
وظيفة الماء ورموزه:
· موسى بقوة الرب يعطي ماء عذبا ليشرب الشعب
¬ بقوة الرب يصبح المر عذبا
¬ الله يعطي الحياة باعطائه الماء ويعطي لها المعنى والطعم حتى وسط الشدة
¬ لا نياس عندما نرى او نصطدم بمرارة الحياة.
بالصلاة يعطينا الرب ماء الحياة الحقة:”
” فصلى موسى الى ىالرب فاراه عودا فجعله في الماء، فصار الماء عذباً –> السير بحسب وصايا الله يصبح كارتياد الماء الذي يحيي.
– القراءة الثانية: اشعيا 12:1- 6
· وتستقون الماء بفرح من ينابيع الخلاص
– فرح العطشان في ايام الصيف كيف ترجع اليه الحياة.
– ينابيع الخلاص- من اين هي؟
– من الرب: الرب صار لي خلاصا.
– هذا الخلاص مجاني. يكفي ان نرتاد ينابيع الرب، اي كلمته وشريعته. ان نقصده ونرتشف كلماته
– هذا النص يذكرنا بنص اخر رائع لاشعيا بالمعنى ذاته
في ف 55: ايها العطاش جميعا (العطش الروحي)
هلموا الى المياه
والذين لا فضة لهم
هلموا واشتروا وكلوا.. بغير فضة ولا ثمن
أميلوا آذانكم وهلموا اليّ
اسمعوا فتحيا نفوسكم.
– القراءة الثالثة: اعمال 8: 26- 40
– فيلبس احد الشمامسة السبعة يعمد وزير ملكة الحبشة
– العماد رتبة التطهير والدخول في الجماعة المؤمنة بالمسيح.
– بعد العماد يقول النص:
“ولما صعد من الماء.. اما هو فذهب في طريقه فرحا.”
– العماد سبب فرحنا وسعادتنا باعث الحياة الجديدة فينا يجدد حياتنا. ينعشنا. ينعش وجودنا برجاء الحياة الحقة.
– القراءة الرابعة: عبر10: 15- 25
– تستخدم رموز الماء في النظافة والتطهير لتطبيقها على حياة المؤمن:
قلوبنا مرشوشة اي مطهرة
من النية الشريرة
-قلبي نظيف-
اجسادنا مغتسلة بماء نقي
-لا بماء عكر-
– الحديث طبعا عن الضمير النقي، المطهر بالتوبة وازلة الحقد او الضغينة او اية نية
سوء والجسد الذي يعني الانسان بكامله والذي هو هيكل الروح القدس- طاهر. مقدس 1بطرس3: 21: ليس المراد ازالة اقذار الجسد، بل معاهدة الله بضمير صالح: بفضل قيامة يسوع المسيح
– القراءة الخامسة: الانجيل4: 4- 30
ايضا حول الماء الطبيعي الذي يروي العطش الروحي الذي يغذي الروح الماء الحي
– يسوع، كعادته، يذهب دائما ابعد من المجوس.. ينتقل من الطبيعي الى الروحي، من البعد المباشر الى الماوراء.. أي الى جوهر الموضوع المطروح، الى الفكرة المخفية.. ليرفع بها البصر الى فوق، ليرفع الانسان من الحاجة المادية الى تلبية عطش الروح: – لو كنت تعرفين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك: اسقيني، لسالته انتِ فاعطاكِ ماء حياً”
– هذا الماء لا يعطش شاربوه. بل يقول اعطيه يصير ينبوعا يتفجر حياة ابدية”
– ما هو هذا الماء؟
* الحياة الابدية =حياة الله
* الماء الحي = الماء الذي يعطي حياة الله = الروح القدس، روح الله
كما جاء في اشعيا (44: 3): افيض المياه على العطشان، افيض روحي على ذريتك
* السامرية من دون ان تفهم تماما تقول ليسوع:
“اذن: اعطني هذا الماء لكي لا اعطش
فاعود الى الاستسقاء من هذه البئر.”
* ففي لغتنا اليوميكون هذا الماء
¬ الروح القدس
¬ نعمة الله
¬ كلمة الله
¬ الله ذاته
وعند المتصوفين، المسيحيين والمسلمين، كانت صورة الماء والعطش والشرب تعابير للدلالة على حب الله الذي تشربه النفس المؤمنة كالماء الذي يروي والخمر التي تسكر وتنشي
= > عد بركة المياه وتعميد الصليب
ياخذ الكاهن ةالصليب مع قنينته فيزيحه
ويبارك به
الجهات الاربع:
– رمز الحركة تمجيد الصليب في كل مكان مع الملائكة والبشر
– بركة الاقطار الارعة بالصليب
– اعلان الخلاص وعرضه لكل الارض
* وهنا قمة فكرة عيد الدنح=> اشراق المسيح على العالم
– يسوع نور العالم -> انا نور العالم. من يتبعنيلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة (يو8: 12)
– انتم نور العالم – > ليضىء نوركم للناس بيروا اعمالكم الصالحة فيمجدوا.. (متى 5: 14)
موعظة عيد الدنح
صباح عيد الدنح في كنيسة مار توما الموصل
في 6/1/2003
ايها الاخوة والاخوات الاعزاء
اليوم عيد الدنح
وتدعوه صلواتنا الطقسية السريانية “عيد الانوار اي إشراق ربنا”. فيكون عيد الدنح هو عيد الاشراق ولا تخفي الاشارة الى اشراق الشمس وتشبيه الرب يسوع بانه الشمس الشارقة على الجالسين في الظلمة وظلال الموت كما جاء في نشيد زكريا الكاهن ابي يوحنا المعمدان:
“افتقدنا الشارق من العلي” (لو1: 78). وكما جاء في متى (2: 2) اذ يضع هذا التصريح على لسان المجوس الذين قدموا من المشرق ليسجدوا للطفل العجيب: “لقد راينا نجمة في المشرق فجئنا نسجد له”.
وعيد الدنح، اي ظهور الرب واشراقه على العالم، كان يشمل قديما ميلاد الرب وظهوره للمجوس والعالم.
وعلى هذا الاساس كانت للكنيسة الانطاكية تعيّد في يوم واحد، هو يوم 6 كانون الثاني، ميلاد الرب وسجود المجوس له واعتماده في نهر الاردن. وفي اواخر القرن الرابع (376) انتقل الى الشرق من الغرب عيد الميلاد في 25 كانون الاول وكان يوم ميلاد اله الشمس، ومن الشرق انتقل الى الغرب عيد الدنح.
لذلك تضم صلواتنا الطقسية في عيد الدنح ثلاثة افكار رئيسية: 1) عماد المسيح
2) عمادنا
3) اشراق المسيح على العالم
وهذه الافكار متداخلة في الصلوات وفي المداري شاي القصائد التي الفها ملفاننا مار افرام، ومنها استقي بعض النصوص لنتامل بها ونغذي بها ايماننا بالعودة الى فعل المعمودية التي اقتبلناها وما صنعته في نفوسنا من بذور النعمة، والعلاقة مع الله، والالتزام نحو العالم الذي عليه اشرق المسيح، وعلى يدنا اليوم يصل نوره الى الناس.
1 . في لحن () (ببيت لحمكنت مجتازا)
يرد في البيت الثاني قوله عن المسيح: “في شهر كانون من حشا البتول اشرق علينا النور المشع الاكثر لمعانا من الشمس”. وفي لحن() (اعط كنيستك): “رب الاشراق الذي شعشع ضياؤه من العلاء الى المسكونة، وطرد الظلام وملَّك النور فيها، لقد صرت انسانا بارادتك ليجد المائتون فيك الحياة”.
2 . اما مار افرام فيبدّع حين يقارن بين عماد المسيح وعمادنا. ويلذ له ان يتلاعب بالكلمات حين يدمج بين لفظتي () المسيح () مسحة الميرون التي نتلقاها في العماد. في مدراش () (المسيح والميرون) يقول في البيت الاول:
“اشترك المسيح والمسحة. وامتزج الخفي والمعلن. مسحة الميرون تدهن جهرا. والمسيح يرسم في الخفاء. الخراف الروحيين الجدد. القطيع الحاصل على نصرين: حبله من الميرون. وولادته من الماء”.
اشارة الى الولادة الروحية التي نولد فيها في العماد، حيث يشبه الجرن بالرحم، ويسمى المعمدون الجدد بالخراف الفتية رمزا الى بياضها ونقائها وطراوتها. والفاعل الخفي هو الروح. وهكذا ننتقل من عماد يسوع الى عمادنا.
3.ويشبه مار يعقوب نزول المسيح الى المياه للعماد كنزول النار فيها لتطهيرها، وينتقل الى نزول الروح القدس في مياه معموديتنا لتطهيرنا:
“حجرة النار نزلت لتستحم في الغمر. وفيه انسكبت قداسة احتراقه. خلع اللهيب ثيابه ونزل الى المياه ليلقي النار في مياه المعمودية”.
– لنلاحظ التضاد بين النار – المسيح. نار الروح
والماء – ماء الاردن وماء المعمودية فعوض ان تطفيء الماء النار، فالنار تحرق المياه، تعبير رائع
4 . وفي مدراش () (المسيح والميرون) الانف الذكر يتكلم مار افرام عن الحياة الجديدة بالمسيح التي قبلناها في العماد، نحن المجبولين من التراب:
“الاناء المجبول من التراب، يتخذ جمالا من المياه، ويقتبل القوة من النار: (النار رمز الروح). ثم يحث على حفظ هذا الاناء، اي ذواتنا في برارة العماد، يستطرد قائلا: “واذا شرد وانكسر هذا الاناء، لا يمكن اصلاحه. فكونوا آنية للنعمة، واحرصوا على البرارة التي فيكم، فهي لا تملك وجهين”.
– وبالمعنى ذاته يقول افرام في مدراش () (نزل الروح) وهو يخاطب المعمدين، يخاطبنا نحن اليوم للحفاظ على طهارة عمادنا ومواعيده:
“مجانا اخذتم الموهبة (يقصد موهبة العماد)، فلا تتقاعسوا في حمايتها. العماد جوهرة. ان فقدتموها لا يمكنكم استعادتها. فانها كالبتولية، ان ضاعت لن توجد مرة ثانية”.
– هذه الامانة لمواعيد عمادنا، لايماننا المسيحي، نداء لنا جميعا اليوم. ولا سيما الشبيبة: المخاطر الطارئة اليوم والاغراءات والانزلاقات وراء مغامرين والمادة والضغوط…
– كاني اسمع هتاف البابا في زياراته للبلدان:
ما ذا عملتم من عمادكم؟ تجديد مواعيد المعمودية.
5 . بالعماد المسيح يحررنا. بجسد العبودية جاءنا لينشلنا من العبودية: في انشودة () (اشرق نور ربنا)، جاء في البيت الرابع:
“في شبه عبد نزل الى ارضنا، لكي يصنع منا احراراًّ، نحن العبيد. ولقد تواضع ليرفع ضعفنا”.
– عن اية عبودية يتكلم افرام؟
عن عبودية الخطيئة التي تشوّه صورة الله فينا
عن عبودية الانانية التي تعمي بصائرنا فلا نعود نرى غير انفسنا ومصلحتنا. في الانانية لا نعود نرى الفقير والجائع والمشرد واليتيم والارملة… ليحررنا من كل ذلك جاء المسيح.. فنعيش في حرية ابناء الله.
6 . بالعماد نصبح اخوة يسوع وابناء الاب بالتبني. في نشيد () (بكنارة المعمودية، يقول البيت الثاني: “لقد انتسب الوحيد الى جنسنا، ولبسَنا ولبِسْناه وامتزج بنا، وصار انسانا من ابنة داود ليجعلنا آلهة بالمعمودية”.
– بالتجسد يتحد الله بنا ويتخذ طبيعتنا كاملة، ما خلا الخطيئة، وذلك لكي يرفعنا اليه
ويضمنا اليه. ما اجمل تعبير مار افرام عندما يقول في مدراشه () (الله برحمته): “الله برحمته انحنى ونزل ليمزج حنانه في المياه (مياه عماده ومياه معموديتنا). ولكي يوحّد ما بين كيان عظمته وجسدنا الانساني الضعيف. لقد اتخذ من الماء حجة لكي ينزل ويحل فينا، كما اتخذ من رحمته حجو ونزل وحل في الرحم. ويهتف افرام مندهشا ومتاملا مراحم الله في طيبة قلبه الرحيم الحنون: “يا لمراحم الله الغزيرة: انه يتذرع بكل الذرائع لكي يحلّ فينا”.
– الله يتحارش بنا، كالراعي الصالح الذي يترك التسعة والتسعين لينشد الخروف الضال: قد يكون هذا الخروف انا، انت، انتِ…
7 . اخيرا إشراق المسيح ليس علينا نحن حسب، بل على جميع العالم… لقد جاء مخلصا للعالم من كل امة ولفة وعرق. فرسالته شمولية.
مار افرام يشبه شوق العالم الى المسيح، الى تعاليمه، كشوق العروس الى عريسها. في البيت التاسع من مدراش () الله برحمته، يقول مرنما:
“ما إن سمعت العروس بنت الشعوب (يقصد الامم البعيدة) صوت مخبر الحق الذي ينادي (يقصد به يوحنا): ها إن النور الحقيقي آت، ذلك الشارق من حضن الاب حتى تقدمت وسالته عن الختن، سيدها، الذي خُطبت له متى ترى يقبل الجميل لأخرج الى لقائه وابتهج به”
8 . ترى اليس هذا هو شوق البشرية اليوم الى البشرى التي يحملها المسيحيون عن المسيح، معلم الحق والسلام والمحبة.. فيضفي روحه وجماله على هذا العالم الكئيب… نحن محاسبون عن الوجه الذي نعكسه عن المسيح كما نحاسب الغيوم التي تشوِّه او تخفي وجه القمر. كما نحاسب الابناء الذين يكسفون اسم آبائهم بسلوكهم. هل نستطيع، الى اي مدى، نحن اشراقة المسيح على العالم؟
موعظة صباح عيد الدنح
في كنيسة مار توما الثلاثاء
6/1/2004
ايها الاخوة والاخوات المباركون
في حفلة تبريك الماء التي قمنا بها قبل قليل وفي اثناء تطوافنا نحو الجرن، كان جوق الشمامسة يرتل ابياتا حلوة كلها استذكارات من تاريخ الخلاص عند الانبياء. جميلة وفيها معاني. حيث يظهر المسيح كمحقق النبوات وحقق الاقوال والرموز التي اشار اليها الانبياء…
· يقول البيت الاول مخاطبا الرب: “هذا اليوم، يا رب، أبهج الملوك والكهنة والانبياء. اذ به اكتملت اقوالهم، وتحققت بالفعل”.
· في البيت الثاني يبدأ منذ شجرة الحياة التي اصبحت شجرة موت بخطيئة الاب الاول:
“شجرة الحياة تلك تعطي الرجاء للمائتين امثلة سليمان الخفية لنا اليوم ترجمتها –> “من جميع اشجار الجنة. اما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها. فانك يوم تاكل منها تموت موتاً” (تك2: 17)
بعد موت الخطيئة: “يسحق راسك وانت ترصدين عقبه” الرجاء– الخلاص– الوعد بالمسيح
– “الكلمة التي قالها ميخا قد تحققت اليوم فعلا. أن من افراثا خرج راعٍ ورعى النفوس بعصاه” –> “سأجمعك جميعا يا يعقوب. وأجعلكم معا كغنم الحضيرة. وملكهم يعبر امامهم” (ميخا2: 12)
“وانت يا بيت لحم افراثا. انك اصغر عشائر يهوذا. ولكن منك يخرج لي من يكون متسلطا ويقف ويرعى بعزة الرب” (ميخا5: 1،3)
صورة الراعي الصالح (الخروف الضال – النعجة المريضة – الذي يبذل نفسه)
· البيت الثالث:
“عصا هارون التي برعمت — > عصا هارون في قصة الضربات في تك 7
واثمرت الخشبة اليابسة — > العاقر. البتول. الماء من الصخر. الحي من الميت
رمزها اليوم قد فسِّر فهو
الرحم البتولي الذي ولد” — > مريم وهي بتول تصبح اماً
· البيت الرابع:
“ها قد ظهر كوكب من يعقوب وقام رئيس من اسرائيل النبوة التي نطق بها بلعام اليوم تم تفسيرها.” – “اراه وليس في الحاضر. ابصره وليس بالقريب: يخرج كوكب من يعقوب ويقوم صولجان من اسرائيل..” التفسير المسيحاني للكوكب
· البيت الخامس:
“نزل النور العلي وبزغ جماله في جسده الاشراق الذي تكلم عنه زكريا اليوم سطع في بيت لحم” – موضوع المسيح النور —> يوحنا: النور والظلام
“فيه كانت الحياة
والحياة نور الناس
والنور يشرق في الظلمات
كان النور الحق
الذي ينير كل انسان
آتيا الى العالم” (يو1: 4- 9)
– جمال الجسد = الجسد يصبح صورة الله:
“والكلمة صار جسدا – صار بشرا فسكن بيننا
فرأينا مجده (=> الانسان مجد الله)
– لاحظ جمال العبارة: “وبزغ جماله في جسده”.
– وزكريا يقول:ابتهجي يا بنت صهيون
هوذا ملكك آتيا اليك
الرب سيشرق عليهم 9: 14
– لنذكر النجم الذي سطع فوق المغارة: “راينا نجمة في المشرق فجئنا نسجد له/ واذا النجم الذي راوه في المشرق يتقدمهم حتى المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه (متى2 : 2 ،9)” لكل انسان نجم!
· البيت السادس:
“اشرق لنا نور الملكوت في افراثا قرية الملوك البركة التي باركها يعقوب اليوم قد كملت”
– اشراق الملك الذي ذكره ميخا في افراثا (بيت لحم = بيت الخبز- الثمرة) يصبح اشراق الملكوت والملكوت هو الله اذن حضور الله بيننا (عمانوئيل)
– بركة يعقوب في تك 49: 9
لا يزول الصولجان من يهوذا ولا عصا القيادة الى ان ياتي صاحبها = المشيح ابنه ويطيعه الشعوب
· بيت الختام:
“من تراه يستطيع كفاية”
ان يمجد الابن الحق
الذي اشرق علينا
الذي اليه تاق الصديقون
ان يروه في ايامهم
– لنا اعطيت هذه النعمة (متى11: 25)
– “احمدك يا ابت. اخفيت هذه الاشياء عن الحكماء والاذكياء وكشفتها للصغار —> ان كنا “صغارا تدخل كلمة الله في قلوبنا ونصير ابناء الملكوت: ان لم تعودوا…
يسوع: – كثير من الانبياء تاقوا ان يروا ما ترون…
نشكر الله – لفتح قلوبنا لسماع وانماء هذه الكلمة قراءتها التأمل بها التغذي منها
============